الخميس، 1 يناير 2015

دحض خرافة عودة المسيح في نقاط محددة

دحض خرافة عودة المسيح في نقاط محددة



1.          العقيدة لا تثبت إلا بنص محكم قطعي الثبوت والدلالة، ولا يوجد في القرءان أي نص محكم قطعي الدلالة يقول بأن المسيح قد رُفع بجسمه حيا إلى السماء، ولا أنه حي بجسمه الآن عند ربه، ولم يجمع المفسرون أبدا على ذلك، وحتى من يعبدونه من النصارى يقرون بأنه مات ثم قام من بين الأموات، أما اليهود فالمسيح عندهم لم يُولد بعد، وينفرد فقط المحسوبون على الإسلام عن العالمين بالإيمان بعقيدة كهذه، فهم الطائفة الوحيدة التي تؤمن بأن المسيح لم يمت، وبأنه رُفِع بجسمه حيا إلى السماء!! فهم قد تفوقوا هاهنا في الضلال على العالمين، وهذه العقيدة تجعلهم تلقائيا مجسمين مشبهين ومقيدين لربهم بالمكان والزمان؛ فهي تقوض إيمانياتهم، وتضربهم بالخلل في التصور والإدراك.
2.          ولا يوجد في القرءان أي نص قطعي الدلالة يقول بأن المسيح سينزل إلى الأرض ليحقق السلام التام وليلغي كل الأديان فلا يبقى إلا الإسلام وليغير النظام الكوني الذي قدَّره الرحمن، وإنما هم يحاولون عبثا ليّ عنق آيتين قرءانيتين لتقولا بذلك، وذلك هو زيغ المبطلين.
3.          مروية نزول المسيح متعارضة أصلاً مع عقيدة إيمانية راسخة هي عقيدة ختم النبوة، ولا يوجد في المروية أي قول بأنه لن يكون رسولا نبيا، بل يوجد ما يؤكد أنه سيكون كذلك وأكبر من ذلك، فالمروية تنسب إليه أفعالا نبوية بل إلهية، فهو لن يغير فقط شرائع دينية بل سيغير قوانين وسننا كونية، ألن يُلغي حرية الإيمان؟ ألن يلغي الجزية بمعنى أنه سيقتل من أبى الإسلام؟ ألن يغير قوانين الوجود وسننه؟ فلا معنى للقول بعد ذلك بأنه لن يكون نبيا بصفة مؤقتة، هو نبي ويقوم بأفعال نبوية بل إلهية؛ فكيف لا يكون نبيا؟ وما يقدمونه من تفسير من أنه لن يكون نبيا إنما هو قول مختلق لمحاولة تمرير المروية الكفرية المتناقضة مع عقيدة ختم النبوة القرءانية، فلا قيمة لقولهم، فالمروية متعارضة مع أصل قرءاني راسخ، لذلك لا يجوز إقحامها في الدين الإسلامي أصلا.
4.          ولو بطلت عقيدة ختم النبوة لكان الناس ملزمين بالبحث الجدي في دعاوى كل من ادعى النبوة مثل الباب والبهاء والقادياني .... الخ.
5.          مروية نزول المسيح متعارضة أصلاً مع نصوص قرءانية قطعية الدلالة تمنع إكراه الناس على الإيمان وتقرر حرية الإنسان في ذلك وتبين أن الفصل فيما يتعلق بهذا الأمر لن يحدث إلا في يوم الدين؛ يوم الفصل، فالمروية تنص على أنه لن يقبل (الجزية) من اليهود والنصارى، وسيقضي على اليهودية والنصرانية.
6.          مروية نزول المسيح تقول إنه سيقتل الخنزير ويكسر الصليب، ودين الحق يمنع الإفساد في الأرض ويمنع إهانة رموز الآخرين الدينية، ولا يوجد بين المسلمين وبين الخنزير ثأر شخصي ليصبح قتله أمنية يتمنون أن ينزل المسيح ليحققها! كل ما في الأمر أن أكلها محرم عليهم، وهذا في صالح الخنازير على أية حال، وعلى العموم فمصر في عهد مبارك قضت على كل خنازير مصر بضربة واحدة رغم احتجاجات بريجيت باردو وجمعيات الرفق بالحيوان، ولم يخلق الله تعالى أي شيء بما في ذلك الخنازير عبثا، وليس من حق أحد بعد ختم النبوة إبطال شريعة دين الحق، أما إذا قالوا إنه سيفعل بصفته نبيا يوحى إليه فإنهم يكونون قد كفروا بعقيدة ختم النبوة.
7.          مروية نزول المسيح تستعمل مصطلح الجزية بالمعنى الذي كان مستعملا في العصور الوسطى والذي أخذ به المسلمون من بعد العصر النبوي، وهذا المعنى لا علاقة له بالمعنى القرءاني، فالجزية هي غرامة حربية يدفعها المعتدون على المسلمين مقابل إنهاء القتال، ولا تؤخذ من الناس مقابل تركهم على دينهم، فهذا حق من حقوقهم قرره الله لهم، ولا يجوز لأحد أن ينهب أموال الناس مقابل تركهم يمارسون حقا قرره الله لهم، أما تنظيم التعايش بين المسلمين وبين غيرهم في كيانٍ واحد فهو أمر آخر يخضع لعقد مرتضى من الجميع ومتفق عليه يعبر عن قيم الإسلام العليا التي هي أيضا القيم الإنسانية العليا مثل الحكم بالعدل والقيام بالقسط وأداء الأمانات إلى أهلها والبر والتواصي بالحق والتعاون البناء المثمر.
8.          مروية نزول المسيح مرتبطة بقصة المسيح الدجال، وما ورد فيها كافٍ تمامًا لتقويضها، ومن سخرية واضع المروية بالمحسوبين على الإسلام وثقته بسذاجتهم وضحالتهم أن أعطاهم علامة حتى يميزوا ربهم عن المسيح الدجال، وهي أنه ليس بأعور!!!!!!!!!؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!! وهذا القول يتضمن تسليم المروية والمسلمين بأن الإله شخص مثل البشر!!!!!!! وأنه يتميز عن الدجال بأن عيونه سليمة!!!!!!!!!!!!!!!!!
9.          ولا يوجد في القرءان أي نص قطعي الدلالة يقول بأن المسيح سيعود لينسخ بعض أحكام الرسالة الخاتمة ولا ليغير النظام الكوني وليحقق السلام والسعادة على الأرض، حتى ترعى الوحوش آكلات اللحم مع آكلات العشب ويلعب الصبية بالحيات، وآيات القرءان تدحض بقوة هذا الزعم وكل ما يترتب عليه، هذا مع العلم بأنه لا يوجد رابط ضروري بين عودة المسيح وبين رفعه بجسده حيا إلى السماء، وهذه العقيدة تتنافى مهما دجَّلوا مع عقيدة ختم النبوة وتتضمن ترجيح تدبير بشري على السنن الإلهية الكونية، ومن هنا إلى يوم القيامة سيكون الأمر كما قال الله تعالى: {وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (119)} هود، {وَلَوْ شِئْنَا لآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِين} [السجدة:13]، ولن يتم الفصل بين الناس إلا في يوم الفصل، {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيد} [الحج:17]، ولن يتحقق عالم الأمن والسلام إلا للمؤمنين المخلصين في الجنة.
10.       وسنن الله لا تبديل لها ولا تحويل، {سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً} [الأحزاب:62]، {سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً} [الفتح:23]، {...فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلاً} [فاطر:43]، والنظام الكوني الذي وضعه وقدَّره ثابت، وعلى كل من يقول بخلاف ذلك أن يأتي بالدليل.
11.       من أسباب وضع هذه العقيدة أن تحلّ الناس من التزاماتها الثقيلة، إن المحسوبين علي الإسلام بدلاً من أن يبحثوا عن أفضل السبل للقيام بأركان دينية كبرى مثل أداء الأمانات إلى أهلها والحكم بالعدل والقيام بالقسط والانتصار من أهل البغي فإنهم استناموا إلي هذه العقيدة الوهمية، فأوكلوا كل ما يجب أن يقوموا به من أوامر الدين الكبرى إلى مسيح منتظر مزود بآيات لم يسبق لها مثيل، يحكم الناس ويحقق السلام ويرعى في عهده الأسد مع الإبل والذئب مع الغنم ويلعب الصبية بالحيات ويظهر من الآيات ما لم يأت به خاتم النبيين نفسه، هذا مع أن الله تعالى قد أبى أن ينزل في العصر النبوي على الناس مِن السَّمَاء آيَةً تظل أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِين، ومن يقرأ القرءان يدرك جيدا أنه نسخ عملية تأييد الدين بمعجزات حسية مادية بعد أن تبين الرشد من الغي واكتمل الدين وأن آيات القرءان هي البينات الكافية لمن أراد الحق.
12.       والقرءان هو المصدر الأوحد للغيب الذي يجب الإيمان به، وقد ذكر كل الأمور الغيبية التي يجب الإيمان بها بطريقة بيِّنة لا لبس فيها ولا غموض، ولم يرد فيها أي ذكر لنزول المسيح من السماء إلى الأرض، ولقد حاول الضالون والمبطلون دائما ولكن عبثاً ليّ عنق الآيات لاستنطاقها بموضوع نزول المسيح، والحق هو أن الآيات التي حاولوا معها ذلك لها معانيها المحكمة الأخرى، ولا يمكن أن تدل بطريقة قطعية على ما يريدونه منها، والدليل إذا تطرق إليه الاحتمال بطل به الاستدلال.
13.       موضوع نزول المسيح عليه السلام مقترن بالزعم بأنه رُفع بجسده حيَّا إلى السماء وأنه لم يذق الموت أبدا، هذا رغم أن ربه توفاه كما ذكر في القرءان، وهذا الزعم منهم يتضمن كفرا بآيات القرءان التي تنص على أن الله تعالى قد توفَّاه ورفعه إليه، وهذا ما يحدث مع كل الأنبياء والرسل، فالله سبحانه يتوفى الأنفس أي يستوفيها ويقبضها ويستخلصها من جسدها، هذا التوفي هو الذي يترتب عليه الموت لا محالة، والله تعالى عندما يقول إني متوفيك إنما ينسب إلى نفسه أفعال الملائكة الموكلين بذلك باعتبارهم آلاتِه وأدواتِه، ولذلك يُضاف الفعل إليهم أحيانا، قال تعالى: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُم حَفَظَةً حَتَّىَ إِذَا جَاء أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لاَ يُفَرِّطُون}[الأنعام: 6 [،{قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُون} [السجدة:11]، لاحظ اقتران مجيء الموت بالتوفي، فالتوفي والموت مقترنان ما لم يأت ما يخصص التوفي بأنه مؤقت.
14.       والرفع إلى الله سبحانه ليس له أية دلالة مكانية، فهو سبحانه ليس مقيدا بمكانٍ ما، والأعمال الصالحة مثلا تُرفع إليه، فليس للرفع إلى الله ولا للهجرة إلى الله ولا للذهاب إلى الله أية دلالات مكانية، ومن ظن أن للرفع أية دلالة مكانية فقد أساء الظن بربه وقيده بالمكان، ولله سبحان العلو والتعالي المطلق فوق كل الأطر المكانية الزمانية وفوق كل المفاهيم والتصورات المستخلصة من هذا العالم المادي، ولم ترد كلمة "السماء" في النص لكي يقولوا إن الرفع قد حدث إليها، والرفع له معانٍ عديدة، قال تعالى: {أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضاً سُخْرِيّاً وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ}الزخرف32،{وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَك}[الشرح:4]، أما إسناد أحرف الجر إلى الله تعالى فليس كمثله إسنادها إلى غيره، قال تعالى فيما يقصه عن إبراهيم ولوط عليهما السلام: {وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِين} [الصافات:99]، {فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيم}[العنكبوت:26]، فهما هاجرا من مكانٍ إلى مكان كما ذكر القرءان، فهما هاجرا إلى الأرض التي بارك الله فيها للعالمين، ولا يعني ذلك بالطبع أن الله سبحانه محصور في المكان الذي هاجرا إليه.
15.       ورغم أن الآيات تقول: {إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُون} [آل عمران:55]، {بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} [النساء:158] فهم مصرون على أن المعنى هو أن المسيح حيٌّ بجسده الآن في السماء، وهذا يعني أنهم يعتبرون أن السماء مكان، وأن الله فيه، والحق هو إن الإنسان يمكن أن يكون بجسده في الأرض وهو مع الله وعند الله، فلله تعالى الإحاطة التامة بالمكان، وهم بالطبع لا يعرفون ماذا تعني هذه السماء، والجسد الطيني للإنسان لا يمكن أن يوجد إلا في ظروف مشابهة لهذه الأرض، ويحتجون بأن الرسول قد التقى عيسى في السماء أثناء المعراج، وهذه حجة عليهم، فلا توجد خصوصية لعيسى في ذلك، فقد التقى أنبياء كثيرين طبقا للمروية، والتقى بعضهم في سماوات أعلى من السماء التي التقى فيها عيسى، ولم يرد أبدا أنهم لم يُتوفوا أو إنهم رفعوا بأجسادهم الترابية إلى ربهم، وما سرى على خاتمهم -وهو معلوم بالضرورة- سرى عليهم جميعا، أما إذا كان المقصود بالسماء أحد العوالم اللطيفة فهي لا تحتمل وجود جسد طيني فيها أصلا، ومن المعلوم أن عيسى عليه السلام -مثل غيره- مخلوق من تراب مثلما، قال تعالى: {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُون} [آل عمران:59].
16.       ورغم أن الرفع جاء بعد التوفي إلا إنهم مصرون على تجاهل قوله تعالى "متوفيك"، ومن معاني "الرفع" بعد مكرهم به ألا يصلوا إليه، فبمقتضاه لن يكون في متناول أيديهم He will not be accessible to them، وكونه كذلك يشمل نفسه وجسده، فهم لم يتمكنوا من النيل منه بأية صورة من الصور.
17.       ولقد أقر المسيح في آيات قرءانية محكمة بأن صلته بقومه انقطعت تماما بعد أن توفاه الله تعالى، وأنه منذ أن توفاه الله تعالى إلى أوان الإدلاء بشهادته أثناء استجوابه يوم القيامة لم يعاود الاتصال بهم أبدا ولم يعد شهيدا أو رقيبا عليهم، وبالتالي فهو لم ولن يلغي حكم الجزية ولم ولن يخيرهم بين الإسلام أو القتل كما تشير إلى ذلك الخرافة ولم ولن يكسر الصليب أو يقتل الخنزير، ولو كان قد فعل شيئا من ذلك لذكره عند استجوابه أمام ربه! أو لما كان هناك معنى لاستجوابه أصلا! ولو فعل شيئا من ذلك لكان معناه أنه نسخ بعض أحكام الشريعة الإسلامية وأنه هو خاتم النبيين مما يتعارض مع عقيدة ختم النبوة، وبالتالي فخرافة عودة المسيح تتناقض تماما مع ما يقرره القرءان الكريم.
18.       والنبي عيسى عليه السلام يكاد يكون النبي الوحيد الذي ذكر القرءان بكل صراحة ووضوح أن الله تعالى توفاه ورفعه إليه، مع أن هذا هو حال كل الرسل والأنبياء وغيرهم حتى لا يكون لأحد عليه حجة، وقد ذكر المسيح في آية محكمة في القرءان أن صلته بقومه انقطعت بعد أن توفاه الله تعالى، ولا جدوى من محاولة صرف الآيات القرءانية عن معانيها لتتوافق مع خرافة من خرافات أهل الكتاب.
19.       الفعل يتوفَّى في القرءان يرد بمعنى قبض أو استيفاء النفس من الجسد مع بقاء الجسد بالطبع في بيئته الطبيعية وهي الأرض، قال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُم بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُم بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُّسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُون}[الأنعام:60]، {اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُون}[الزمر:42]، {إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُون}آل عمران: 55، {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي شَكٍّ مِّن دِينِي فَلاَ أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ وَلَـكِنْ أَعْبُدُ اللّهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِين}[يونس:104]، فالتوفي مفعوله الحقيقي الأنفس فقط، مهما كان المخاطَب، وذلك يعني أن يَتَوَفَّاكُم = يتوفى أنفسكم، ولا دخل للجسد في هذا الأمر، والمخاطب من الإنسان هو نفسه لا جسده، وسواء أكان التوفي مؤقتا كما هو الحال بالليل أو دائما كما هو الحال عند الموت فلا دخل للجسد بهذا الأمر، فهو يظل حيث كان، والنوس هي التي يمكن أن تُرفع إلى الله بالمعنى اللائق، وآية الزمر:42 تبيِّن أن الله تعالى إذا كان قد قضى على الإنسان الموت يمسك النفس، أما إذا لم يكن أجله المسمى قد حان فإنه يرسلها، وفي كلتا الحالتين فالجسد يظل في مكانه حالة التوفي؛ أي في هذه الأرض، ولا يجوز أن يُطلق عليه لقب إنسان بدون النفس التي هي الكيان الجوهري المخاطب والمكلف، ولم يرد أبدا أن التوفي يعني أبدا رفع الإنسان بجسده حيا إلى السماء، وآية آل عمران: 55 لا تقول بذلك أبدا، وليس للرفع إلى الله تعالى أية دلالة مكانية، فالنفس ليست بكيان مادي، أما الجسد بدون النفس فهو عند الله أينما كان هذا الجسد، فالله تعالى ليس منحصرا في مكان معين في هذا الكون المادي الطبيعي، ولكن الناس لم يتحرروا من تصوراتهم المادية الصبيانية عن ربهم، والمقتولون في سبيل الله أحياء بالفعل عند ربهم يُرزقون، هذا رغم أن أجسادهم أو بقاياها هنا في هذه الأرض، فلا يتصور أحد أنهم موجودون في حديقة بجوار بيت مادي يقيم ربهم فيه! ورفع المسيح إلى الله لا يعني أن الله قد رفعه بجسده حيا إليه، وهذا المعنى لا علاقة له بأي معنى للرفع ومشتقاته في القرءان، فأقوى من كلمة "رفعه" ما ورد في حق "الذين قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ" فقد نص القرءان أنهم بالفعل "أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ"، قال تعالى: وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (171) آل عمران، فها هي آيات تنص نصا صرحا بلا حاجة إلى أي تأويل أن الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ليسوا أَمْوَاتًا، بل إنهم أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ، هل ثمة ما هو أقوى وضوحا من ذلك؟ ومع ذلك فلا يشك أحد أن أجسادهم مدفونة بالفعل في الأرض!!!وما حدث مع المسيح هو ما يحدث مع كل من أنعم الله عليهم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ، حيث يتوفاهم الله تعالى ويرفعهم إليه، ولكن خصوصية المسيح هو أنه كان في كهولته؛ أي في ذروة قوته واكتماله، فلم يكن قد بلغ من الكبر عتيا، ولم يوجد سبب ظاهر ليكون سببا في موته، فكان النص على الرفع تكريما له حتى لا يظن أحد أن ذلك كان من باب النقمة، ولابد أنه أخبر الحواريين بذلك حتى لا يظنوا به الظنون، وفي كل الآيات التي ذكر فيها التوفي فالمقصود بها هو توفي النفس، فالتوفي في الليل أو غيره أي التوفي مطلقا هو إمساك النفس، ولا ترسل النفس ثانية إلا إذا كان الإنسان لم يقضَ عليه بالموت بعد، ولا شأن للجسد بهذه المسألة أبدا، فالموت هو توفي الإنسان؛ أي استيفاء نفسه مع إمساكها وورود الفعل "توفي" أو مشتقاته في القرءان مقترنة بالموت وما يترتب عليه من أحكام شرعية عديدة، ولكن أهل الباطل يحاولون دائما فرض باطلهم على القرءان! قال تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي شَكٍّ مِّن دِينِي فَلاَ أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ وَلَـكِنْ أَعْبُدُ اللّهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِين}[يونس:104]، {وَاللّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لاَ يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ قَدِير}[النحل:70]، {قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُون}[السجدة:11]، {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِير}[البقرة:234]، {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا وَصِيَّةً لِّأَزْوَاجِهِم مَّتَاعًا إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ فَإِنْ خَرَجْنَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِي مَا فَعَلْنَ فِيَ أَنفُسِهِنَّ مِن مَّعْرُوفٍ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيم}[البقرة:240]، {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ أُوْلَـئِكَ يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُم مِّنَ الْكِتَابِ حَتَّى إِذَا جَاءتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ قَالُواْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ قَالُواْ ضَلُّواْ عَنَّا وَشَهِدُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُواْ كَافِرِين}[الأعراف:37]، {وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُواْ الْمَلآئِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُواْ عَذَابَ الْحَرِيق}[الأنفال:50]، {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الأَرْحَامِ مَا نَشَاء إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلاَ يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيج}[الحج:5]، {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى مِن قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلاً مُّسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُون} [غافر:67]، من كل هذه الآيات يتضح أن التوفي هو ما يضاد الرد إلى أرذل العمر أو البقاء إلى الشيخوخة؛ أي هو ما يضاد البقاء الدنيوي المعلوم، فهو إمساك النفس المؤدي إلى الموت والذي بسببه تصبح أملاك الإنسان الدنيوية حقا لورثته ويمكن لامرأته أن تزوج، أما الرفع بعد التوفي فهو ما يحدث لكل عباد الله الصالحين تكريما لهم، وقد اقتضى ما حدث لعيسى عليه السلام أن يرد نص به، وهذا النص لا ينفيه عن غيره ولا يبرر ادعاء أنه لم يمت مثل من خلوا قبله من الرسل.
20.       قال تعالى: {إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُون}آل عمران: 55، واللفظ (متوفيك): لا يعني إلا التوفي المقترن بالموت، ولا تعني منيمك أو رافعك رفعاً وافياً بجسدك كما يزعم البعض، فكلمة "التوفِّي" مفعولها النفس فقط، ولا شأن لها بالجسد، ولا تعني هنا إلا قبض النفس المفضي إلى الموت، ولا يوجد ما يستدعي صرفها عن معناها، ولا يوجد أي مثال ينافي هذه القاعدة في القرءان أو فيما هو منسوب إلى النبي أو في كلام العرب، وقد وردت مشتقات كلمة توفَّى (تفعَّل) في القرءان الكريم عددا كبيرا من المرات مقترنة بالموت أو مؤدية لمعناه، وهي لا ترد أبدا بمعنى النوم، ولا تعني أبدا إلا استيفاء النفس من الجسد، وهناك استيفاء مؤقت، وهو يحدث عند النوم كما في الآيتين 61 من سورة الأنعام، وفي الآية 43 من سورة الزمر، ولم تأت في أيٍ منها بمعنى قبضه وافياً بجسده، وحتى ذلك التوفي بالليل الذي يحدث عند النوم لا يعني أبدا رفع الجسد حيا إلى السماء، أما في الآيات القرءانية الكثيرة الأخرى فهو مقترن بالموت المترتب عليه أحكامه، فالزعم بأن معنى  "توفى" قبضه وافياً بجسده هو معنى أحدثه المضلون ليتلاءم مع الخرافة المقررة سلفا، وفي كل المعاجم العربية المختلفة يتأكد هذا الكلام، فقد جاء فيها "توفاه الله: إذا قبض روحه (في الأصح نفسه)"، وقد ورد في كتب المرويات فعل التوفي بمعنى الموت ولم يرد له معنىً غيره: فقد روى البخاري في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: "تُوفي رسول الله وما في بيتي من شيء يأكله ذو كبد إلا شطر شعير في رف لي فأكلت منه...."، كما أخرج عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: "تُوفي النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في بيتي وفي يومي وبين سحري ونحري ....."، وقد ورد عن ابن عباس في صحيح البخاري في كتاب التفسير عند تفسير الآية السابقة حيث قال ابن عباس: متوفيك: مميتك، فالآية قطعية محكمة في دلالتها على موت عيسى عليه السلام، والحديث التالي الوارد في البخاري يثبت أن التوفي غير المقيد بأية قرينة مقترن بالموت: [ 4349 ] حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة أخبرنا المغيرة بن النعمان قال سمعت سعيد بن جبير عن بن عباس رضى الله تعالى عنهما قال خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا أيها الناس إنكم محشورون إلى الله حفاة عراة غرلا ثم قال {... كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِين}، ثم قال ألا وإن أول الخلائق يكسى يوم القيامة إبراهيم ألا وإنه يجاء برجال من أمتي فيؤخذ بهم ذات الشمال فأقول يا رب أصيحابي فيقال إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك فأقول كما قال العبد الصالح: {وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيد} فيقال إن هؤلاء لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم، فهذه المروية ذات الأصل الصحيح تحسم الأمر تماماً، فالتوفي غير المقيد بأية قرينة مقترن بالموت، وبالتالي انقطاع التأثير على من يضلون وبالتالي عدم المسئولية عن ضلالهم والعربي بالسليقة يفهم من القول "توفاه الله" أنه أماته، لا ريب في ذلك، فالتوفي بدون بيان وقرينة صارفة كما في آية الزمر مفضٍ إلى الموت لا محالة، وفي الحقيقة الآية واضحة تماما لولا إصرارهم على ليّ عنقها لاستنطاقها بخرافاتهم، ولو كان الرفع يعني رفعه بجسده كما هو إلى الله تعالى لما كان لكلمة "متوفيك" معنى ولاكتفى بالقول "وَرَافِعُكَ إِلَيَّ".
21.       يقولون إن معنى: "إني متوفيك" أي "قابضك بكاملك" وبالتالي فالآية عندهم تعني: "قابضك بكاملك ورافعك إلى السماء بجسدك"، هذا المعنى لم يرد أبدا، وقولهم إنما هو تدليس وتلفيق، فالذي يُتوفى هو النفس وليس الجسد، أما الجسد فيبقى مكانه أثناء التوفي، وهذه النفس قد تعود للجسد، وقد لا تعود، أما الجسد الترابي فلا مكان له إلا هذه الأرض، والتوفي الذي يحدث بالليل هو توفي النفس مع بقاء الجسد مُلقى في مكانه الأرضي، ولا يعني أبدا رفع الإنسان بجسده حيا إلى السماء، والتوفي المذكور في الآية هو التوفي النهائي المقترن بالموت، ذلك لأنه لم تأت أية قرينة صارفة عن المعنى المعلوم، ولو كان التوفي هو المقصود عند النوم لكان معناه أن نفسه أخذت وانفصلت عن الجسم انفصالا مؤقتا، فالذي يتبقى هو الجسم، هذا الجسم لا يُخاطب كإنسان، وإنما الذي يخاطب كإنسان هو النفس! فالنفس هي التي رفعها الله إليه، فلآية لم تتعرض لموضوع الجسم مطلقا!! ولم ترد كلمة "السماء" في النص مطلقا، ولكنهم أضافوها لظنهم أن الله سبحانه موجود في مكان اسمه "السماء"!!
22.       لو كانت الآية تعني "قابضك بكاملك ورافعك إلى السماء بجسدك" لكان من الممكن الاكتفاء بالقول: "إني رافعك إليّ" فقط، ولكان لا محلّ للقول "إني متوفيك".
23.        لقد تُوفِّي السيد المسيح الوفاة التي سألها يوسف عليه السلام عندما قال: {رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنُيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ }يوسف101، وهو نفس التوفي المذكور في الآية الآتية: {مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} المائدة117، ولو كان قد نزل وفعل ما نسبوه إليه لأشار إليه ولو بإيجاز أو لما كان ثمة مجال للاستجواب أصلا، وآية المائدة 117 نصٌّ قطعي الدلالة على أن المسيح تُوفِّي مرة واحدة وليس مرتين أو أكثر.
24.       وهل كان هؤلاء يريدون أن يقول الله تعالى لرسوله في موقف كهذا: "إني مميتك"؟؟!! بل لقد قال بعضهم كلمة أشد من ذلك!! إن التعبير بالتوفي هو الأجمل والأكرم في موقف كهذا، أما الرفع فهو رفع النفس إلى محلها اللائق بها عند ربها، فالأنبياء أولى من الشهداء بأن يكونوا أحياءً عند ربهم يرزقون، والرفع يتضمن أيضاً حفظه وحفظ جسده أيضاً فلا يصلون إليه.
25.       ما معنى "يُتَوَفَّوْنَ" في الآيات {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِير} [البقرة:234]، {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا وَصِيَّةً لِّأَزْوَاجِهِم مَّتَاعًا إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ فَإِنْ خَرَجْنَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِي مَا فَعَلْنَ فِيَ أَنفُسِهِنَّ مِن مَّعْرُوفٍ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيم} [البقرة:240]، {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ أُوْلَـئِكَ يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُم مِّنَ الْكِتَابِ حَتَّى إِذَا جَاءتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ قَالُواْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ قَالُواْ ضَلُّواْ عَنَّا وَشَهِدُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُواْ كَافِرِين} [الأعراف:37]؟ وما معنى "نَتَوَفَّيَنَّكَ" في الآيات الآتية: {وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ اللّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا يَفْعَلُون} [يونس:46]، {وَإِن مَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَاب} [الرعد:40]، {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا يُرْجَعُون} [غافر:77]؟ والآن اقرؤوا: {فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (52) رَبَّنَا آَمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (53) وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (54) إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (55)} آل عمران، هل يوجد أي إشكال؟ بالطبع لا، المعنى واضح تماما، لقد حُسِم الأمر، وتم إبلاغ الرسالة، واتضحت المعالم، وآمنت طائفة الحواريين وحدها، وأعلنوا أنهم أنصار الله، وكفرت الطائفة الأخرى، وأحكم الذين كفروا تدبيرهم، وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ، وطالما تمَّ الأمر فقد انتهت مهمة الرسول، ولكن لابد من نجاته من الذين كفروا الذين أحاطوا به، أعلن الله تعالى له أنه متوفيه، وأخبره أن ذلك ليس من باب النقمة بل هو رفع له ولمكانته، وأكَّد له أنهم لن ينالوا منه كما أخبره من قبل: {...وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنْكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ (110)} المائدة، فرغم شدة تحديه لبني إسرائيل وحملاته عليهم لم يستطيعوا أبدا أن ينالوا منه، وقد طمأنه الله على مصير من اتبعوه، أما تفاصيل ما حدث فليس للناس علم بها، كل ما في الأمر أنه باختفاء المسيح عن أعين الناس أشاع بنو إسرائيل أنهم قتلوه، قال تعالى: {وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا} [النساء:157]، فما زعمه بنو إسرائيل أنهم قَتَلوا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ، ولقد تولى القرءان تكذيبهم كما نفى عنه ما أشاعه آخرون من أنه صُلِب، وأكد أن الأمر كله اشتبه عليهم، وبيَّن أن الناس ليس لديهم علم بحقيقة ما حدث، وليس لديهم إلا الظنون والتخرصات.
26.       وبالنسبة لمن يكفرون بالقرءان ولا يقيمون له ولا لأدلته وزنا ويريدون الدليل من المرويات على أن التوفي يكون مقترنا بالموت، ها هي مروية نزول عيسى: (قال الإمام أحمد: حدثنا عفان، حدثنا همام ، أنبأنا قتادة ، عن عبد الرحمن ، عن أبي هريرة ; أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " الأنبياء إخوة لعلات أمهاتهم شتى ودينهم واحد ، وإني أولى الناس بعيسى ابن مريم ; لأنه لم يكن بيني وبينه نبي ، وإنه نازل ، فإذا رأيتموه فاعرفوه: رجل مربوع إلى الحمرة والبياض، عليه ثوبان ممصران ، كأن رأسه يقطر وإن لم يصبه بلل ، فيدق الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويدعو الناس إلى الإسلام، ويهلك الله في زمانه الملل كلها إلا الإسلام، [ ص: 458 ] ويهلك الله في زمانه المسيح الدجال ، ثم تقع الأمنة على الأرض، حتى ترتع الأسود مع الإبل، والنمار مع البقر، والذئاب مع الغنم، ويلعب الصبيان بالحيات لا تضرهم، فيمكث أربعين سنة، ثم يُتوفَّى ويصلي عليه المسلمون")، هل رأيتم؟ "ثم يُتوفَّى ويصلي عليه المسلمون"!
27.       وقولهم بأنه رُفِع بجسده حيا إلى السماء هو نفسه عقيدة النصارى مصاغة بطريقة مموهة، وهو يتضمن تجسيما لله تعالى وتشبيها له بخلقه، وهو سبحانه منزه عن أن يحل في مكان ليجلس فيه المسيح بجانبه، فلله سبحانه الإحاطة المطلقة بالأكوان وبكل أطر الزمان والمكان، أما المسيح عليه السلام فمكان نفسه مثل مكان من خلوا قبله من الرسل على تفاوت بينهم في الدرجات، ولو تمكن أي إنسان من الطواف بكل الأكوان لما وجد جسد المسيح إلا مدفونا في مكانٍ ما من هذه الأرض، ولن يجده أبدا جالسا بجسده بجوار ربه!!!! ذلك ظن أطفال النصارى ومن تابعهم من المسيحيين المسلمين!!!!
28.       وهم يحاولون الاحتجاج بأن القرءان ذكر أنه سيكلم الناس كهلا ليقولوا إنه لابد أن يعود ليكلمهم كهلا!!! وكأنه لم يكلمهم بالفعل كهلا في حياته!!! ولقد كلَّم المسيح قومه بالفعل وهو كهل مثلما كلمهم وهو طفل، فالمقصود هو كلامه بخصوص رسالته ونبوته، وبين هاتين المرحلتين لم يرد عنه أي شيء!! ثمة صمت مطبق!! ولا يعرف أحد من الناس ماذا كان يفعل طوال هذه السنين، ومن المعلوم أنه وأمه ورجل من عائلتهم هاجروا إلى مصر منذ كلامه في المهد هربا من بني إسرائيل إلى أن استدعي ليؤدي رسالته التي كانت خاصة ببني إسرائيل فقط! فالمسيح لم يعاود التكلم بخصوص رسالته إلا كهلا، والكهولة هي مرحلة ذروة القوة، وهي تلي الشباب وتسبق الشيخوخة، والناس يخلطون بينها وبين مرحلة الهرم أو الشيخوخة الشديدة، وهذا خطأ شائع!! ففي الصحاح: الكَهْلُ من الرجال الذي جاوَز الثلاثين ووَخَطَه الشيبُ، فهي المرحلة التي يكون فيها الإنسان في عنفوان قوته (على عكس المفهوم الشائع، وهي من ثلاث وثلاثين إِلى تمام الخمسين)، واكْتَهَلَ النبتُ يعني أنه طال وانتهى منتهاه، وفي الصحاح: تَمَّ طولُه وظهر نَوْرُه، وبذلك يبطل استدلالهم بالكلام في الكهولة على أنه سينزل إلى الناس! والرجل لا يُبعث بصفة عامة نبيا إلا عندما يكتهل.
29.       سيقولون: وما المعجزة في أن يكلم الناس كهلا؟ والجواب هو: ومن قال لكم إنه هناك معجزة في ذلك أصلا؟! الآية تتحدث عن صفاته وبعض أموره المستقبلية، والنص على أنه: {وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِين} [آل عمران:46] يعني ما تذكره الآية بالتحديد، وهو ما حدث بالفعل، فلقد كلم الناس في المهد وكهلا، وكان من الصالحين، ولا يجوز محاولة ليّ عنق الآية لتؤيد خرافة مقررة مسبقا، وبافتراض المستحيل وهو أن المسيح رُفع بجسده الترابي إلى ربه وهو سيظل حيا حتى ينزل في آخر الزمان، فمعنى هذا أنه عندما سينزل سيكون عمره آلاف السنين، ولن يكون كهلا في الثلاثينيات من عمره، سيتمادون في الجدل وسيحاولون ضرب المثل بأهل الكهف!! ولكن أجساد أهل الكهف لم ترتفع إلى السماء، وسيظلون يفترضون ويحاولون إلزام الآيات بما تلقوه من خرافة!!! فالإنسان عادة يفضل التمادي في الضلال ولو كان فيه هلاكه على الرجوع إلى الحق ولو كان فيه حياته، ولقد تعلَّم ذلك من الشيطان الرجيم.
30.       ومن الذي قال لك إن كلام الإنسان وهو كهل يجب أن يكون معجزة؟ وهل كونه من الصالحين هو معجزة أيضا؟ لماذا لا يكون مجرد إخبار عن حقيقة أنه سيعيش إلى مرحلة الكهولة والتي تبدأ عندما يبلغ الإنسان ثلاثين أو ثلاثة وثلاثين عاما؟ وهل لمجرد توهم أن الكلام في الكهولة يجب أن يكون معجزة يجب الكفر بعدد كبير من آيات القرءان الكريم وتجاهل السنن الإلهية الكونية؟ إنه بعد أن نسبت الآية إليه معجزة الكلام في المهد كان من الطبيعي أن يعلن أنه سيستمر في الكلام طوال عمره، والآية تبين أن دوره سينتهي ببلوغه مرحلة الكهولة، كما أنه من الواضح أن المقصود هو الكلام الخاص بمهامه النبوية والرسالية، وهو بالفعل لم يكلم الناس في شيء من ذلك إلا في المهد وكهلا، والمقصود طمأنته وطمأنة والدته بالإخبار بأنه سيحيا إلى مرحلة الكهولة حيث أن اليهود كانوا يتربصون بهم شرا، فالآية حجة على عباد المسيح من الضالين الذين كفروا بآيات القرءان في سبيل أن يؤمنوا بمروية ضالة، وكأن هؤلاء يقولون إنه يجب أن ينزل من السماء قبيل القيامة ليكلم الناس كهلا، وهم بذلك يفرضون على الآية ما لم تقل به! ومن الواضح جدا أن الآية لا يمكن اعتبارها نصا قطعي الدلالة على ذلك، والعقائد لا تؤخذ من شبهات الناس وتأويلاتهم.
32.       ولقد قال تعالى: {وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ (34) كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ (35)} الأنبياء، فالآية تعرِّف الخلود بأنه المضاد للموت، وتنفيه عن كل البشر الذين كانوا قبل المخاطب وهو النبي، فالآية تنطبق على المسيح، وقولهم بأنه سينزل ويموت في النهاية لا ينفي عنه صفة الخلد أثناء الخطاب، فالخلد هو أصلا دوام البقاء في نفس الدار التي كان فيها.
33.       أما نزول المسيح وقيامه بالأعمال المسندة إليه في المرويات فهو يعني بالضرورة أنه هو خاتم النبيين إن لم يكن إلها! وقد أسندوا إليه نسخ بعض أمور الإسلام مثل القضاء على حرية الدين وإبادة اليهود والنصارى ووضع الجزية (بمفهومهم هم عنها)، وكسر الصليب وإبادة الخنزير، وكذلك نسبوا إليه ما لم يحققه الرسول وكل الرسل، ذلك لأنهم غير مكلفين به أصلا، مثل تحقيق العصر الذهبي وإقامة فردوس على الأرض، وكل هذه أوهام فوقها أوهام.
34.       وطبقا للقرءان فاليهود والنصارى باقون إلى يوم القيامة على عكس ما تقول به خرافة نزول المسيح، قال تعالى: {وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ (14)} المائدة، {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (64)}، المائدة، {وَإِذْ تَأَذّنَ رَبّكَ لَيَبْعَثَنّ عَلَيْهِمْ إِلَىَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَن يَسُومُهُمْ سُوَءَ الْعَذَابِ إِنّ رَبّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنّهُ لَغَفُورٌ رّحِيمٌ} (الأعراف: 167)، وقال:  وسيظل الناس مختلفين، ولن يتم الفصل في أمرهم إلا يوم القيامة، أما المروية فتقول: "ويهلك الله في زمانه الملل كلها إلا الإسلام"!!!
35.       والمرويات تقول بذلك أنه سيأتي زمان لن يكون فيه موجودا إلا المسلمون يسوسهم المسيح يعيشون في أمن وسلام ورخاء؛ أي في فردوس أرضي، وذلك بعد إهلاك كل الملل!! ولكن القرءان يؤكد أن الناس لن يزالوا مختلفين وأن السابقين وأصحاب اليمين سيظلون قلة، قال تعالى: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (119)} هود
36.       ولم يأمر القرءان بكسر الصليب، بل إن ذلك غير مسموح به لمسلم، ولم يأمر بقتل الخنزير، وإنما حرَّم فقط أكل لحمه، ولا توجد عداوة مستحكمة بين المسلمين وبين الخنزير ليتمنوا أن ينزل نبي من السماء ليقتله لهم، وقد قام المصريون ذات مرة بقتل كل الخنازير خوفا من إنفلونزا الخنازير، وهم بذلك أثبتوا أن قتل الخنزير يمكن أن يتم دون الحاجة لنزول المسيح ودون الحاجة إلى تغيير النظام الكوني، والحق هو أن من يظنون أن النظام الكوني يمكن أن يتغير هم يضمرون كفرا خفيا بربهم وكرها لسننه وازدراءً لنظامه وتشكيكا في سماته ولا يعلمون شيئا عن مقاصده الوجودية من خلق الأكوان، ولقد أعلن القرءان بكل وضوح أن الناس سيظلون مختلفين ولن يكون هناك فردوس في دار الفناء وأن الحكم والفصل في الأمور الدينية لن يتحقق إلا في يوم الفصل؛ يوم القيامة، قال تعالى: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (119)} هود، {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيد}[الحج:17].
37.       وطبقا للقرءان فلقد خُتِمت النبوة، ولقد زعم بعضهم أن المسيح لن يكون نبيا عندما ينزل وإنما مجرد رجل عادي!!!!!!! وهذا مجرد زعمٍ من لدنهم، ليس عليه أي دليل من كتاب الله ولا من المرويات التي نسبوها إلى رسوله، والنبوة ليست زي عمل Uniform سيتركه المسيح في السماء لينزل إلى الأرض ثم يعيد ارتداءه عندما يصعد ليجلس على يمين الرب، فمزاعمهم تتضمن كفرا بعقيدة ختم النبوة، هذا فضلا عن أن السماء المضافة إلى الله تعالى ليست مكانا ماديا مثل هذا العالم المألوف! وكما سبق القول هم قد أسندوا إليه أعمال الأنبياء مثل تلقيه شرائع إلهية جديدة، فهم يقوضون مزاعمهم بأنفسهم!
38.       وفي الحقيقة إن مجرد ورود كلمة "الجزية" بالمعنى المتضمن في مروية نزول المسيح يكشف طبقا لعلم تاريخ الكلمات والمصطلحات عن تاريخ وضع هذه المروية! أما الزعم بأنه سينزل في دمشق بالذات فهو يكشف عن أنها وُضعت في العصر الأموي وأن المسئول الأول عن وضعها هم المنافقون من أهل الكتاب في الشام.
39.       وهم يسندون إلى المسيح في مروية النزول أيضاً أعمالاً إلهية فسيغيِّر النظم والقوانين والسنن الكونية، وكما يقولون: "حتى ترعى الأسود مع الإبل والنمور مع البقر، والذئاب مع الغنم، ويلعب الصبيان مع الحيّات"، ولم يوضحوا مثلا كيف ستعيش الأسود والنمور والذئاب وقد خلقها الله تعالى آكلة للحوم؟! وكأن هؤلاء لا يعجبهم تدبير الله تعالى وتصريفه لأمور الكون! وسفر العهد القديم الذي نقلوا منه الخرافة يكرر نفس الكلام ويؤكده بالقول بأن الأسود ستأكل التبن، وهناك مثل مصري يعبر عن التعجب يمكن إعادة صياغته استرشادا بهذه الخرافة على هذا النحو: "عشنا وشفنا! الأسود تأكل تبنا!!!" والحق هو أن أسطورة اليهود تقدم لهم البديل عن يوم القيامة الذي لا يكاد يوجد له أي ذكر في أسفارهم إلا ذكرا واهنا في سفر دانيال المكتوب بعد السبي البابلي!!! فالقيامة عندهم هي ظهور مسيحهم وانتصار شعبهم على البشرية جمعاء.
40.       ولا توجد خصومة أو ثأر بين المسلم وبين الخنزير، كل ما في الأمر أن أكل لحمه محرم فقط لا غير!!! ولكن المسلم الحقيقي يعلم أن كل كائن خلقه الله تعالى هو من لوازم هذا الوجود، ومن المعلوم أن إبادة كائنٍ معين ستؤدي إلى خلل في التوازن البيئي، فهي من الإفساد في الأرض المنهي عنه، ولكن واضع المروية كان يريد مغازلة مشاعر العامة من المحسوبين على الإسلام.
41.       بالطبع لا جدوى من أن تنسب لأحد الناس أعمالا إلهية ثم تقول: "ولكنه ليس بإله"، أو تجعله ناسخا لرسالة خاتم النبيين ثم تقول: "ولكنه ليس خاتم النبيين"!!!
42.       وقد ثبت أن مروية نزول المسيح منقولة نقلا حرفيا مع تعديلات طفيفة عن سفر أشعيا الذي أصبح متاحا للجميع الآن الاطلاع إليه، وكان من الواجب على الخلف ألا يتمادوا في الضلال الذي تورط فيه السلف، فالرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل.
43.       وقد ورد أصل خرافة نزول المسيح في الخرافة الأصلية في الإصحَاحِ الْحَادِي عَشَرَ لأشعياء، وقد جاء فيه: "1وَيَخْرُجُ قَضِيبٌ مِنْ جِذْعِ يَسَّى، وَيَنْبُتُ غُصْنٌ مِنْ أُصُولِهِ، 2وَيَحُلُّ عَلَيْهِ رُوحُ الرَّبِّ، رُوحُ الْحِكْمَةِ وَالْفَهْمِ، رُوحُ الْمَشُورَةِ وَالْقُوَّةِ، رُوحُ الْمَعْرِفَةِ وَمَخَافَةِ الرَّبِّ. 3وَلَذَّتُهُ تَكُونُ فِي مَخَافَةِ الرَّبِّ، فَلاَ يَقْضِي بِحَسَبِ نَظَرِ عَيْنَيْهِ، وَلاَ يَحْكُمُ بِحَسَبِ سَمْعِ أُذُنَيْهِ، 4بَلْ يَقْضِي بِالْعَدْلِ لِلْمَسَاكِينِ، وَيَحْكُمُ بِالإِنْصَافِ لِبَائِسِي الأَرْضِ، وَيَضْرِبُ الأَرْضَ بِقَضِيبِ فَمِهِ، وَيُمِيتُ الْمُنَافِقَ بِنَفْخَةِ شَفَتَيْهِ. 5وَيَكُونُ الْبِرُّ مِنْطَقَهَ مَتْنَيْهِ، وَالأَمَانَةُ مِنْطَقَةَ حَقْوَيْهِ6فَيَسْكُنُ الذِّئْبُ مَعَ الْخَرُوفِ، وَيَرْبُضُ النَّمِرُ مَعَ الْجَدْيِ، وَالْعِجْلُ وَالشِّبْلُ وَالْمُسَمَّنُ مَعًا، وَصَبِيٌّ صَغِيرٌ يَسُوقُهَا. 7وَالْبَقَرَةُ وَالدُّبَّةُ تَرْعَيَانِ. تَرْبُضُ أَوْلاَدُهُمَا مَعًا، وَالأَسَدُ كَالْبَقَرِ يَأْكُلُ تِبْنًا. 8وَيَلْعَبُ الرَّضِيعُ عَلَى سَرَبِ الصِّلِّ، وَيَمُدُّ الْفَطِيمُ يَدَهُ عَلَى جُحْرِ الأُفْعُوَانِ. 9لاَ يَسُوؤُونَ وَلاَ يُفْسِدُونَ فِي كُلِّ جَبَلِ قُدْسِي، لأَنَّ الأَرْضَ تَمْتَلِئُ مِنْ مَعْرِفَةِ الرَّبِّ كَمَا تُغَطِّي الْمِيَاهُ الْبَحْرَ. 10وَيَكُونُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ أَنَّ أَصْلَ يَسَّى الْقَائِمَ رَايَةً لِلشُّعُوبِ، إِيَّاهُ تَطْلُبُ الأُمَمُ، وَيَكُونُ مَحَلُّهُ مَجْدًا"، ولأن القَضِيب يجب أن يخرج مِنْ جِذْعِ يَسَّى (والد داود) أي يجب أن يكون من سلالة داود فقد جعل المسيحيون نسب المسيح واصلا إلى داود عن طريق يوسف النجار دون التفات لتناقض ذلك مع قولهم بعذرية مريم عندما أنجبته!! أما المحسوبون على الإسلام فأكثر ما استرعى انتباههم أن يَسْكُنَ الذِّئْبُ مَعَ الْخَرُوفِ، وَأن يَرْبُضُ النَّمِرُ مَعَ الْجَدْيِ وَالْبَقَرَةُ وَالدُّبَّةُ تَرْعَيَانِ. تَرْبُضُ أَوْلاَدُهُمَا مَعًا، وَالأَسَدُ كَالْبَقَرِ يَأْكُلُ تِبْنًا. وَيَلْعَبُ الرَّضِيعُ عَلَى سَرَبِ الصِّلِّ، وَيَمُدُّ الْفَطِيمُ يَدَهُ عَلَى جُحْرِ الأُفْعُوَانِ، وهي التي أصبحت في المروية: ترعى الأسود مع الإبل والنمور مع البقر والذئب مع الغنم ويلعب الصبية بالحيات .... الخ.
44.عقيدة المسيح المنتظر هي عقيدة خاصة باليهود وبمن اتبعهم من المحسوبين على الإسلام، ولا علاقة لها بدين الحق ولا بكتابه القرءان، فاليهود ينتظرون المسيح الآتي من جذع داود بن يسَّى من سبط يهوذا ليخلص شعبه من الأعداء، وهو ملك المستقبل الذي يحكم المملكة المحررة في عصر الخلاص وتسود إسرائيل على كافة أنحاء العالم تحت حكم ذلك الملك المخلص من قبل الرب، أما المسيحيون، المتبعون للعقيدة الصحيحة  عندهم، وهم الطوائف الكبرى Major denominations، فهم يؤمنون بأن المسيح سوف يأتي ليحاسب الناس، فهم يؤمنون بأنه في يوم غير معلوم، سيأتي المسيح يسوع من السماء مع جمهرة من الملائكة والقديسين لكي يدين الخليقة برمتها، ويلاحظ أن القرءان يقول إن الذي سيجيء ليحاسب الناس هو الله تعالى، قال تعالى: {كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا (21) وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا (22) وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى (23)} الفجر، ومجيء المسيح عندهم سيكون منظورًا من قبل كل البشرية، وستسبقه مجموعة من الكوارث الكبرى، وسيترافق مع ظهور أنبياء ومسحاء دجالين، هذا فضلاً عن ظهور ضد المسيح Anti-Christ، وسيجلس المسيح على عرشه ويفصل بين المحتشدين إلى قسمين، أما الذين عن يمينه فهم من قام بأعمال صالحة، ومصيرهم الجنة التي يطلق عليها أيضًا اسم الفرح، الملكوت أو ملكوت السماوات، أو الحياة الأبدية والراحة الأبدية؛ أما الذين عن يساره فسيتجهون إلى الجحيم، العقاب الأبدي، حيث البكاء وصرير الأسنان، والتي يطلق عليها أيضًا اسم الموت الثاني، أو النار الأبدية، حيث دودهم لا يموت ونارهم لا تطفأ.
45.       قال تعالى: {وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ فَلاَ تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيم} [الزخرف:61]، وقد حاول الضالون ليّ عنق هذه الآية ليجعلوها تقول بنزول المسيح، واقترفوا كل ما هو ممكن من التزوير والتحريف ليتحقق لهم ذلك، ولا توجد حاجة ماسة لدحض الباطل المتهافت، يكفي بيان الحق، والحق هو أن القرءان هو علمٌ للساعة كما هو فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ كما هو ذكر للرسول وقومه، فالقرءان هو محور سورة الزخرف التي مطلعها: {حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا جَعَلْنَاهُ قرءانا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (3) وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ (4)}، وضمير الغائب المؤكد فيها يعود عليه، وضمائر الغائب غير المذكور من يعود عليه في السياق القريب يعود على لفظ الجلالة أو على القرءان في كل القرءان، وعلم الساعة لا يعني وقت مجيئها، فالقرءان حسم الأمر وقال إنها لن تأتي إلا بغتة، وقولهم بأن المسيح علم للساعة بمعنى أنه علامة على قرب مجيئها ليس عليه أي دليل، وهو لا يعني المسلمين في شيء، فالمسلم قد ربَّاه ربه على ألا يسأل عن وقت مجيء الساعة بل على أن يقوم بما هو واجب عليه في وقته، والشخص لا يكون علما، وإذا كان المقصود المبالغة بالقول بأن علم الساعة متحقق في المسيح فهذا القول لا يعني المسلم في شيء فهو لا يأخذ العلم ذا المصداقية عن الساعة إلا من القرءان الكريم، وبافتراض أن المسيح هو علمٌ للساعة، فهذا لا يعني بالضرورة أنه سينزل من مكانه المفترض (بجوار ربه كما يظنون) إلى الأرض، فقد يكون ما قام به من إحياء الموتى إشارة إلى إمكانية البعث مثلا، والمروية تقول إنه بعد نزوله لن يبقى إلا المسلمون، والقرءان يقول إن اليهود والنصارى باقون إلى يوم القيامة، فلابد من مرور زمن كبير ليرتد بعض هؤلاء المسلمين إلى اليهودية أو النصرانية!!! وبذلك ينتفي كون المسيح علما للساعة على تفسيرهم ويتبين تهافته!!! وفي كل الأحوال: لمن سيكون المسيح علمًا للساعة؟ وفقا لكلامهم لن يكون علما للساعة إلا لمن سينزل عليهم فقط!! ولكن ما هو علمٌ للساعة مذكور في جملة اسمية مؤكدة والقائل {وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيم} هنا هو الله أو رسوله، والخطاب هو لكل الناس وليس لمن سينزل عليهم المسيح فقط!!! وما هو مصير مثل هذه الآيات من بعد نزول المسيح؟ حسب كلامهم فإنه لن يبقى بعد موته إلا المسلمون لأنه سيقاتل الناس على الإسلام، ولن يقبل منهم ما يسمونه بالجزية مقابل تركهم على دياناتهم، ولكن القرءان يقول بأن اليهود والنصارى باقون إلى يوم القيامة، فمتى سيرتد المسلمون الذين تركهم المسيح؟ وما هي إذًا جدوى أن المسيح نزل ليكون علمًا للساعة؟ وإذا كان يوجد في القرءان آيات تقول -حسب كلامهم- بأن المسيح سينزل، فما هو مصيرها بعد أن ينزل بالفعل؟ ومن الواضح جدًّا أن الآية لا يمكن اعتبارها نصًّا قطعي الدلالة على نزول المسيح، والعقائد لا تؤخذ من شبهات الناس وتأويلاتهم، والخلاصة أن القرءان هو علمٌ للساعة لمتبع دين الحق، وهذا المؤمن لا يعلم عن المسيح إلا ما ذكره الله تعالى في كتابه عنه، وخلاصته أنه كان نبيا كريما مرسلا إلى بني إسرائيل وحدهم من دون الناس، وأنه كان مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيه مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِه اسْمُهُ أَحْمَدُ.
46.       قال تعالى: {وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدا} النساء159، لو كان الضمير في "به" يعود على المسيح يكون معنى الآية: إنه ما من أحد من أهل الكتاب إلا وسيؤمن بالمسيح قبل موته، ولكن هل كان كافرًا به؟ أم أن هذا يعني أنه قبل موتهم ستنكشف لهم حقيقته وأنه أنه لم يكن إلها، هذا تفسير محتمل، ولكنهم يريدون ليّ عنق الآية لتؤيد خرافة النزول، فهم يريدون من الآية أن تقول: "ما من أحد من أهل الكتاب إلا وسيؤمن بالمسيح قبل أن يموت بعد نزوله في آخر الزمان"، وقولهم هذا هو لغو، فالآية تنص على ما من أحد من أهل الكتاب إلا وسيؤمن بالمسيح قبل موته هو؛ أي أن كل أهل الكتاب بما فيهم من هم موجودون الآن مثلا سيؤمنون به، فلا علاقة لذلك بالنزول المزعوم، وقولهم يتعارض مع مروية النزول المقدسة عندهم، فالمروية تقول إنه لن يقبل منهم الجزية، بمعنى أنه سيبيد من لن يسلم منهم، فلن يكون هناك أحد من أهل الكتاب حيا ليؤمن به قبل موته (أي قبل موت المسيح)!!!!!! وبافتراض أن بعض أهل الكتاب قد أفلتوا من المجزرة، وها هم يرون المسيح أمامهم بعد أن أباد كل من هو على ملتهم، فما هو معنى الإيمان به؟ ما معنى أن تؤمن بأن الشخص الماثل أمامك والذي تراه بعيني رأسك موجود؟ الإيمان متعلقه الغيب، والحق هو أن الآية تقول: ما من أحد من أهل الكتاب إلا وسيؤمن بالقرءان أو بما ذكره القرءان عن المسيح قبل موته؛ أي قبل موت هذا الشخص من أهل الكتاب، ومن المعلوم أن الشخص المحتضر يُكشف عنه بعض الغطاء ويؤمن، ولكن بعد فوات الأوان، فما من أحد من أهل الكتاب الذين رفضوا الإيمان بالقرءان وما يذكره من الحقائق إلا وسيصدِّق به وبما جاء فيه من بيان فيما يتعلق بالأمور التي اختلفوا فيها قبل موته أي أثناء احتضاره وعزل نفسه عن تدبير جسده، وبالطبع لن ينفعه هذا الإيمان، وسيأتي القرءان عليهم شهيدا يوم القيامة أنهم رفضوا الإيمان به، ذلك لأن أهل الكتاب ملزمون قبل غيرهم بالإيمان به لأنهم أدرى به من غيرهم ولأنه حسم لهم كل الأمور التي اختلفوا فيها، فالقرءان شهيد لك أو عليك، ولقد قال الله تعالى فيهم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ آمِنُواْ بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَكُم مِّن قَبْلِ أَن نَّطْمِسَ وُجُوهاً فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللّهِ مَفْعُولاً }النساء47، كما قال: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُوْلَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ }البينة6، والمقصود بكفرهم إنكارهم رسالة خاتم النبيين؛ أي القرءان، فالآية باختصار تعني أن كل أهل الكتاب من اليهود والنصارى سيؤمن به قبل موته؛ أي إنه ما من أحد من اليهود والنصارى إلا ليؤمنن قبل موته بالمسيح كما أخبر عنه القرءان، أي بأنه عبد الله ورسوله وبأنهم مَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ، فكيف تحقق ذلك في الماضي أو سيتحقق الآن أو في المستقبل؟ فتفسيرهم يتضمن قذف الخبر بالكذب! ولا يوجد أي شيء في السياق يدل على أن ذلك خاص بأحداث الساعة! بل الكلام كان عن أحداث ماضية، وسبب ذكر أن كل أهل الكتاب سيعرفون حقيقة المسيح قبل الموت حيث لا ينفع الإيمان هو أنه كان محور حديثهم واختلافهم فيما بينهم، وطبقا للقرءان فاليهود والنصارى باقون إلى يوم القيامة، فلا معنى لزعمهم بأنهم سيؤمنون بالمسيح بعد نزوله، ولو اختفوا تماما بنزوله فكيف سيوجدون من بعده؟! من الواضح والجليّ تماما أن الآية لا يمكن اعتبارها نصًا قطعي الدلالة على نزول المسيح، والعقائد لا تؤخذ من شبهات الناس وتأويلاتهم، وفي كل الأحوال هم يحاولون ليّ عنق الآية لاستنطاقها بما قرروه، وهذا ضلال وخداع وتلبيس، وما تطرق إليه الاحتمال بطل به الاستدلال.
47.       سيقول بعضهم إن الإيمان هو قَبْلَ المَوْتِ أي ليس وقت الاحتضار! فما هو الداعي لذكر الموت أصلا؟ كان من الممكن النص على أنهم سيؤمنون به أثناء حياتهم! كما أن المقصود بالموت هو بدأ انفصال النفس النهائي عن الجسد، أي بدأ استيفاء واستخلاص النفس بطريقة نهائية، قال تعالى: {... حَتَّىَ إِذَا جَاء أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لاَ يُفَرِّطُون} [الأنعام:61].
48.       يقول بعض المهرجين والمفتونين بأسطورة عودة المسيح إنه لابد أن يعود لكي يؤمن به أهل الكتاب!!! فحتى معنى الإيمان لم يعودوا يعرفون له معنى! الإيمان متعلقه -أي مجاله- الغيب، بمعنى أنك يمكن أن تؤمن بخبر غيبي مثل وجود النار مثلا، أما إذا رأيتها أمامك فسيتحول الإيمان إلى يقين، فإذا دخلتها فهذا هو عين اليقين، فإذا اصطليت بها وآذاك حرها وحرق جلدك فهذا هو حق اليقين، فالناس الآن ينقسمون إلى عدة أقسام فيما يتعلق بالمسيح عليه السلام، هناك من ينكر وجوده؛ فهو كافر به، وهناك من يؤمن به، لأنه مصدق بوجوده رغم أنه غيب بالنسبة له، أما إذا رآه كلاهما سيتحول ما كان لديهما من إيمان أو كفر إلى يقين!! وقد اقتضت السنن ألا تكون هناك ثمرة لمن آمن من بعد ما رأى! فهل من مقاصد الدين أصلا أن يجعل الناس تؤمن بالمسيح بعد فوات الأوان؟ أم أن إرسال الرسل وإنزال الكتب معهم هو مجرد وسيلة لتحقيق مقاصد منصوص عليها في كتاب الله؟ قال تعالى: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيز} [الحديد:25]، ولقد قال تعالى: {وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِين} [يونس:99]، فهو سبحانه الغني عن الناس وعن إيمانهم به فضلا عن إيمانهم بغيره، وعنده حملة العرش وملائكة لا يحصي عددهم إلا هو يؤمنون به ويسبحون بحمده ويقدسون له، فهو لن يبدل سننه لكي يؤمن الناس بالمسيح!، ولقد أعلن مقاصده من أوامره وأفعاله في كتابه، وليس من بينها أن يؤمن الناس بالمسيح أو بغيره.
49.       ولم يفلح هؤلاء الذين زعموا أن السيد المسيح هو علم للساعة في بيان فحوى هذا ودلالاته، فإن زعموا أن نزوله سيكون إيذانا باقتراب الساعة فإن الكتاب العزيز قد أعلن منذ البداية أنها قريبة! ونزوله لن يمنع الساعة من أن تأتيهم بغتة، بل هو يتناقض مع ذلك، ومما لا شك فيه أن الساعة لن تقوم بعد أن يُتوفى المسيح (التوفي الثاني طبقا لزعمهم) مباشرة، لابد من مرور زمن طويل يكفي لكي يرتد من كانوا مسلمين، ولكي يصبحوا يهودا ومسيحيين، فاليهود والمسيحيون هم باقون إلى يوم القيامة وفقا لنصوص القرءان الكريم، وإلا فكيف يرتد مباشرة من كانوا يعيشون في سلام تام ويتفرجون على الأسود وهي ترعى مع الإبل والنور وهي تمرح مع البقر، وتلعب صبيانهم بالحيات؟ أما اليهود والنصارى الأصليون فمن المعلوم أن السيد المسيح -طبقًا للمروية- كان قد أبادهم.
50.       يزعم بعضهم أن عودة المسيح قبيل يوم القيامة هو لازم لاستكمال مهمته الروحانية أو رسالته ولكي ينفي عن نفسه ما لهج به الظالمون في حقه وليؤمن أهل الكتاب بما هو الحق في شأنه، والحق هو أن عيسى عليه السلام قد أدى مهمته ورسالته التي نص عليها القرءان في حياته قبل أن يتوفاه الله تعالى، ولا توجد مهمة للمسيح غير التي ذكرها القرءان، فقد كان طبقًا للقرءان رسولا إلى بني إسرائيل فقط، ولا علاقة له بغيرهم، ولو كان النزول بسبب ما تصوروه لكان معنى ذلك أنه هو خاتم النبيين وهذا ما يتعارض مع عقيدة ختم النبوة، قال تعالى: {وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِين} [الصف:6]، {وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ (48) وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (49) وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُمْ بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (50) إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (51)} آل عمران، وجاء في إنجيل متى 15: 24فَأَجَابَ وَقَالَ: «لَمْ أُرْسَلْ إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ»، لقد جاءهم المسيح، فآمنت به طائفة من بني إسرائيل، وكفرت طائفة، وانتهى الأمر، وبناءً على ذلك تحدد مستقبلهم، والله تعالى ليس مسؤولا أمام أحد، وليس مطالبا بتبديل كلماته وسننه ليؤمن بها بعضهم، وليس مطالبا بإنزال المسيح ليؤمن به أهل الكتاب، خاصة وأن الأسطورة تقول إنه لن يقبل (الجزية) من اليهود والنصارى ليبقوا على دينهم بمعنى أنهم سيكونون مخيرين بين الإسلام وبين القتل! ومن الواضح أن من نقل الأسطورة وأدخل فيها بعض التعديلات لتلائم المسلمين كان يؤمن بمفهوم الجزية كما أحدثه الأعراب أثناء استيلائهم على بلدان الشرق الأوسط! 
51.       وماذا عن كتاب الله تعالى بعد نزول المسيح وقد ثبت أنه لا يمكن أن تقوم الساعة بعده مباشرة في حالة نزوله المزعوم؟؟ هل ستظل الآيات التي يزعمون أنها تتحدث عن أنه سينزل بعد أن ينزل بالفعل صحيحة؟؟!! إنه لا يمكن أن تبطل معلومة أوردها القرءان أبدا.
52.        إن من جعل من نفسه بأفعاله أضحوكة للأمم لا يجوز له أن يتباكى إذا ما ضحكوا منه وسخروا منه!
53.       ولعل الناس قد بدئوا يدركون الآن على نطاق أوسع حقيقة خرافة عودة المسيح وكيف أنها حيلة معروفة للقضاء على الدين الصحيح ولتنويم الأمم وشغلها بما لا يجدي وإلقاء العداوة والبغضاء بينهم وإيقاد نيران الحروب واستحمار واستعباد الشعوب والطوائف واستغلالهم لتحقيق مآرب الصهيونية كما فعلوا بحركة المحافظين الجدد والمسيحية الأصولية الصهيونية في أمريكا، وأصول هذه الأساطير موجودة في سفر أشعيا، ولقد امتد نفوذ حركة الصهيونية المسيحية إلى ساسة الولايات المتحدة بصورة كبيرة وصلت إلى درجة إيمان بعض من شغل البيت الأبيض بمقولات الحركة والاعتراف بهذا علنيا، والرئيسان السابقان جيمي كارتر "ديمقراطي" ورونالد ريغان "جمهوري" وكذلك جورج بوش الابن كانوا من أكثر الرؤساء الأميركيين إيمانا والتزاما بمبادئ المسيحية الصهيونية، وهناك حوالي 70 مليونا قابلين للزيادة من أتباع الصهيونية المسيحية داخل الولايات المتحدة وحدها، ويزداد أتباع تلك الحركة خاصة بعدما أصبح لها حضور بارز في كل قطاعات المجتمع الأميركي، وهؤلاء المهاوييس هم أشد إيمانا بخرافة المسيح المنتظر من اليهود أنفسهم، وهم على استعداد للإيمان بأية خرافة يلقيها إليهم واحد من شياطين الإنس المتمرسين، وهم يؤمنون الآن بأن المسيح سيقودهم لإبادة الآخرين ثم هداية اليهود، أما الآخرون فهم بالطبع المسلمون ومن ناصرهم لأي سبب من الأسباب وليس غيرَهم، ولا يوجد ما يمنع من أن يقولوا لهم إذا ملوا الانتظار إن المسيح لن يعود إلا إذا قضيتم أنتم على هؤلاء المسلمين، وساعتها ستقع مهلكة هرمجدون التي يتطلعون إليها بفارغ صبر!!!
54.       والمرويات تزعم أنه سيدعو الناس إلى الإسلام ولن يقبل منهم غيره، هذا مع أن القرءان ينص على أنه كان رسولاً إلى بني إسرائيل فقط، والإنجيل المعتمد عندهم يؤكد ذلك أيضا، قال تعالى: {.... وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ{48} وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ} آل عمران، فالآية نصّ قطعي الدلالة على أن المسيح كان رسولا فقط إلى بني إسرائيل، فمن زعم أنه سيكون رسولا إلى غيرهم فقد أنكر ما هو معلوم بالدين بالضرورة، وكذَّب بآيات القرءان، وافترى الكذب على الله تعالى، وحكمه شرعاً معلوم، ولا داعي لذكره! ومن المعلوم أن من يستطيع أن يزعم أنه من بني إسرائيل الآن قلة محدودة وأن كل النصارى إلا نسبة لا تكاد تُذكر ليسوا من بني إسرائيل!! إنه يجب الإيمان بمحض ما ذكره الله تعالى في القرءان عن عيسى عليه السلام بدون تأويل أو غلوّ أو أي ادّعاءات إضافية، ويجب دائماً تذكر قوله تعالى: {وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ......} آل عمران49، {إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلاً لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ} الزخرف59، هل سمعتم: {مَثَلاً لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ}، {وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ}، وليس لغيرهم!! إن مجال عمل المسيح عليه السلام كان حصرا هو بني إسرائيل، لا أكثر ولا أقل، لم ولن يُرسل إلى غيرهم، وكل مهامه كانت متعلقة بهم، وهو لم يكن أبداً إلهاً ولا شبه إله ولا مساعد إله، وقد توفاه الله تعالى ورفعه إليه مثل كل الرسل.
55.       ومرويات عودة المسيح تتضمن إكراها للناس على الإيمان، وهي بذلك تناقض الآيات القرءانية التي تحدد أساليب الدعوة، والتي لا تسمح لأحد بأن يكره الناس على الإيمان، والتي تعلن أن الله لو شاء لفعل ذلك، ولكنه لم يشأ، فلقد جعل النجاة معلقة بالإيمان الاختياري، وجعل انتفاع الناس لا يكون إلا بعمل أقبلوا عليه بمحض اختيارهم، فهو الغني عن العالمين، كما أعلن أنهم غير مؤاخذين بما أكرهوا عليه، ولذلك قرر بكل وضوح أن وظيفة الرسل هي البلاغ وليس إكراه الناس على الإيمان مؤكداً بذلك مبدأ حرية العقيدة، قال تعالي: {مَا عَلَى الرَّسُولِ إِلا الْبَلاغُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ(99)} (المائدة)، {وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنْ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآيَةٍ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلا تَكُونَنَّ مِنْ الْجَاهِلِينَ(35)} (الأنعام)، {وَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ لِي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ(41) (يونس) وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُوا لا يَعْقِلُونَ(42)وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْظُرُ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كَانُوا لا يُبْصِرُونَ(43)} (يونس)، {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لآمَنَ مَنْ فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ(99)وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ(100)} (يونس)، {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ(108)} (يونس)، {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ الْمُبِينُ(82)} (النحل)، {لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدْ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ(256)} (البقرة)، {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَهُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمُونَ مَا لَهُمْ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ(8)}، {لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ(6)} (الكافرون)، {فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ (21) لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ (22)} الغاشية، {نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقرءان مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ (45)} ق، {مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا}[النساء:80]، {وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا أَشْرَكُواْ وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيل} [الأنعام:107]، {فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا إِنْ عَلَيْكَ إِلاَّ الْبَلاَغُ ....}[الشورى:48]، {وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ قُل لَّسْتُ عَلَيْكُم بِوَكِيل} [الأنعام:66]، {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُمُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِوَكِيل} [يونس:108]، {رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ إِن يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِن يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلا} [الإسراء:54]، {إِنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ فَمَنِ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيل} [الزمر:41]، {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَولِيَاء اللَّهُ حَفِيظٌ عَلَيْهِمْ وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيل} [الشورى:6].
56.       دحض خرافة عودة المسيح يترتب عليها مباشرة دحض خرافة المسيح الدجال، فالمسلمون لا ينتظرون مسيحا حتى يحاول أحد الأشخاص خداعهم بزعم أنه المسيح، هذا أمر خاص باليهود وحدهم ولا يعني المسلمين في شيء، إنه من البديهي أن من ينتظرون المسيح هم الذين يخشون ممن يدعون هذه المرتبة لأنفسهم بالباطل، لذلك فالـ"المسيح الدجال" هو شأن خاص بهم في دينهم وأدبياتهم، لا شأن له بالمسلمين أبدا، فالمسلمون ملزمون بالإيمان بأن النبوة قد ختمت، وأن المسيح قد أتى بالفعل ثم توفاه الله تعالى ورفعه إليه مثل كل الرسل والأنبياء، ومقتضى ذلك منهم ألا ينتظروا أحدا، وأن يبادروا إلى العمل وإلى القيام بالمهام المنوطة بهم، ومن كبائر الإثم أن يشغلوا أنفسهم بالأساطير المدسوسة في تراثهم! وبالطبع يمكن أن يظهر أي شخص يلبس على الناس أمر دينهم فيكون بذلك دجالا، ولكن لا يوجد ما يبرر تسميته بالمسيح الدجال، ولقد ظهر في الأمة المحسوبة على الإسلام ومازال يظهر ما لا حصر له من الدجاجلة!
57.       إنه لا مجال للظن في الأمور العقائدية أصلا، العقيدة تؤخذ من نصوص قرءانية قطعية، وليس من شبهات الناس، الأمر المطلوب الإيمان به يؤخذ من نص قطعي الثبوت والدلالة، أمثله: قال تعالى: {اللّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّوم} [آل عمران:2]، {وَإِلَـهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيم} [البقرة:163]، {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)} الإخلاص، إن العقائد لا تؤخذ من الشبهات والظنون والتأويلات وليّ عنق الآيات، وإنما من نصوص قطعية، لقد ذكر القرءان حديث المرأة المجادلة والهدهد والنملة، وذكر كلام فرعون مرات كثيرة بأساليب متعددة، وذكر حوارات أقوام الرسل مع رسلهم بالتفصيل، ولم يرد أي نص عن نزول المسيح كما هو معلوم، وإنما يحاول المتكسبون بالدين إلقاء أية شبهات على آيتين أو ثلاثة لاستنطاقها عبثا بأنها تلمح (مجرد تلمح) إلى ذلك! وهم مستعدون للتشكيك في القرءان وفيمن القرءان كلامه في سبيل الدفاع عن الخرافة التي نقلوها عن سلفهم الطالح، وهذا دأبهم دائما، وسلوكهم هذا ليعلم من لديه ذرة من عقل إنهم نعال في أقدام الشياطين، سيقولون: فما بال الآيات المتشابهات؟ إن الآية المتشابهة تنص على الخبر نصا واضحا قاطعا، وإنما يكون التشابه في دلالتها ومعناها، مثال: قال تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه:5]، هذه آية متشابهة، والنص بالفعل واضح وقاطع، ولكنها تتحدث عن الله تعالى الذي هو فوق التصورات والمدارك والذي له الغيب المطلق، فلا يمكن لأحد إدراك تأويلها النهائي، وإنما يمكن إدراك مقتضياتها من سياق الآيات وما يستلزمه ذلك من الإنسان، وهناك آيات تتضمن نصوصا واضحة قطعية وتتحدث عن أمور خارقة للمألوف ولكنها ليست من الآيات المتشابهات، مثال: {حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لاَ يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لاَ يَشْعُرُون} [النمل:18]، فالآية واضحة تماما، ولا يجوز صرفها عن معناها بأي حال من الأحوال، والآية التالية لها تثبت أنها تكلمت بالفعل: {فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِين} [النمل:19]، والآيات المتعلقة بسليمان عليه السلام تثبت ما كان له من أمور خاصة مميزة في التعامل مع الكائنات المختلفة، فما ذكرته الآية عن النملة يجب الإيمان به لوجوب الإيمان بالقرءان، وبعد كل ذلك فلا يوجد نص في القرءان يقول: "سينزل عليكم المسيح قبيل قيام الساعة ليفعل كذا وكذا"، وإنما لدى الناس عقيدة مسبقة يحاولون فرضها على آيتين بكل الوسائل الملتوية، ولو وُجد نص كهذا لما كان القرءان كتابا منزلا، ولكان كتابا متناقضا، فمن المعلوم وفقا لمروياتهم أنه لن يبقى إلا ملة الإسلام بعد موت المسيح، فماذا سيكون موقف هذا النص أو أية آية يقولون إنها تنص على نزول المسيح؟ إنها تكون كاذبة لا محالة!!!

58.       ولقد توصلنا بفضل الله تعالى إلى القصة الحقيقية لحياة السيد المسيح، وكان ذلك بفضل الله تعالى بإمعان النظر في الآية الآتية بصفة خاصة: {وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً }النساء157، والمفتاح هو في قوله تعالى (رَسُول اللّهِ)، والقول (رَسُول اللّهِ) هو اسم المسيح في العهد القديم، فهو "ملاخي"؛ أي رسولي؛ أي رسول الله، وهو بالفعل خاتم أنبياء بني إسرائيل، ولولا الوصف (رَسُولَ اللّهِ) لكان زعم اليهود صحيحا، فلقد قتلوا بالفعل وصلبوا رجلا اسمه عيسى بن مريم ولكنه لم يكن (رَسُولَ اللّهِ)، بل ظهر من بعده بكثير، وبالتحديد في العصر الروماني، فهذا الرجل كان سمِّيا للمسيح وظن هو وظن الناس معه أنه هو، فهو الذي حوكم وأهين وصُلِب وقُتل، وواقعة صلبه ثابتة مثل واقعة تعميده، وأكثر ما هو موجود فيما يُسمى بالأناجيل هو سيرة هذا الشخص الذي كان بالفعل ابنا ليوسف النجار ومريم ابنة يواقيم وكان له أشقاء وردت أسماؤهم في الأناجيل، والنص التالي من الإصحاح السادس لمرقص ينص عل أسماء الذكور منهم ويبين مهنته ومهنة والده:1وَخَرَجَ مِنْ هُنَاكَ وَجَاءَ إِلَى وَطَنِهِ وَتَبِعَهُ تَلاَمِيذُهُ. 2وَلَمَّا كَانَ السَّبْتُ، ابْتَدَأَ يُعَلِّمُ فِي الْمَجْمَعِ. وَكَثِيرُونَ إِذْ سَمِعُوا بُهِتُوا قَائِلِينَ: «مِنْ أَيْنَ لِهذَا هذِهِ؟ وَمَا هذِهِ الْحِكْمَةُ الَّتِي أُعْطِيَتْ لَهُ حَتَّى تَجْرِيَ عَلَى يَدَيْهِ قُوَّاتٌ مِثْلُ هذِهِ؟ 3أَلَيْسَ هذَا هُوَ النَّجَّارَ ابْنَ مَرْيَمَ، وَأَخُو يَعْقُوبَ وَيُوسِي وَيَهُوذَا وَسِمْعَانَ؟ أَوَ لَيْسَتْ أَخَوَاتُهُ ههُنَا عِنْدَنَا؟» فَكَانُوا يَعْثُرُونَ بِهِ. 4فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «لَيْسَ نَبِيٌّ بِلاَ كَرَامَةٍ إِلاَّ فِي وَطَنِهِ وَبَيْنَ أَقْرِبَائِهِ وَفِي بَيْتِهِ». 

*******



هناك 47 تعليقًا:

  1. الردود
    1. أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.

      حذف
  2. كلما تذكرت أننى كمسلم كنت أردد هذه الخرافات كالببغاء، أضحك.. أصلحنا الله وأتانا من علمه وفضله..

    ردحذف
    الردود


    1. قد كنت على الحق حين آمنت حضرتك بالنزول الثاني لعيسى فاثبت ولا تنحرف عن مراد الله تعالى

      حذف


    2. قد كنت على الحق حين آمنت حضرتك بالنزول الثاني لعيسى فاثبت ولا تنحرف عن مراد الله تعالى

      حذف
  3. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  4. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  5. ماهو مصير عيسي باختصار هل هو حي يرزق أم أنه كغيره من الأنبياء حاله حالهم

    ردحذف
    الردود
    1. عيسى متوفي الان وليس ميت ..
      نحن يتوفانا الله تعالى يوميا حين ننام ثم نستيقض للعمل صباحا فهل يعتبر هذا موت ؟ لا اضن عاقل يقول بهذا
      (هو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم… .)
      (الله يتوفى الانفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيسمك التي قضى عليها الموت ويرسل الاخرى الى اجل مسمى )

      حذف
    2. نحن يا أخي يتوفانا الله عند نومنا وأجسادنا تكون في الأرض ... والفاة معناها صعود الروح إلي البرزخ مع بقاء الجسد في الأرض ... فإذا عادت الروح إلي الجسد يكون ذلك نوما ... وإذا لم تعد الروح فيكون ذلك موتا ... وعيسي إبن مريم كما تزعمون أن الله رفعه إليه روحا وجسدا ... فإذن عيسي لم يتوفاه الله وفاة النوم ... لأن روحة وجسده رفعتا معا إلي الله وإذا نفينا أن وفاته ليس نوما فكذلك ننفي أن وفاته ليس موتا لأن إرتفاع الروح والجسد لا يمثل الموت ففي الموت يظل الجسد في الأرض وترتفع الروح كما قال الله : ( مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ )بمعني كل البشر أجسادهم مقرها الأرض ... ونحن نعرف أن مقر الأرواح هو البرزخ الحاجز بين الدنيا والاخرة ... فالروح والجسد معا أين مقرها ؟... وهل عندك دليل قرأني أو في الأثر يوضح أين هما الأن ؟... وكيف يكون وضع عيسي روحا وجسدا ؟... رفع عيسي روحا وجسدا معضلة حتي لا يستطيع أحد أن يحلها وخاصة أن الله يقول : ( كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ) ... حياة البشر كما وضحتها الآية موت وعدم ... ثم حياة ... ثم موت ...ثم حياة الأخرة ... فحالة عيسي إبن مريم كيف يمكن وصفها وهو من البشر ؟... وإلا أن يكون من غير البشر كما يستشهد بذلك المسيحيين ... والآية نفسها تقول وإليه ترجعون ... إلي الله ترجعون ... وكذلك عيسي يرفعه الله إليه ويرجعه .

      حذف
  6. هناك مداخل للقران اذا لم يدخل من عندها الباحث سيكون التيه لامحاله وسيبتعد الباحث ولن يرى النور وسيتهم المدركين للحقيقة بانهم جهله وسيظن نفسه اعلم اهل الارض ..
    المدخل الاول:
    ان عبارة (وان من ) في اية
    (وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا)
    [سورة النساء 159]
    (وان من) تعني الجميع بلا استثناء
    المدخل الثاني:
    ان (شهيد) تعني حضور عيسى نفسا وجسدا يعني (حي يرزق يعيش بينهم ياكل ويشرب وسيمع ويرى )
    المدخل الثالث:
    الاية تقول ان كل اهل الكتاب بلا استثناء سيؤمنون ان عيسى هو رسول الله في ذات الوقت الذي يكون فيه عيسى حي يرزق بينهم (شهيد) وهنا نريد ان نسأل سوال بسيط جدا جدا متى تحقق هذا عبر التاريخ ؟
    متى آمن كل اهل الكتاب بلا استثناء بعيسى كونه رسول الله في الوقت الذي كان حي يرزق بينهم ؟ متى ؟
    تفضلو اجيبونا لطفا ؟
    سوال بسيط جدا ماهو الزمن الذي تحققت به ساحة هذه الاية
    (وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا)
    [سورة النساء 159]
    متى انطبقت تجليات هذه الاية العظيمة بكل حيثياتها ومتطلباتها على ارض الواقع عبر التأريخ ؟؟؟؟؟؟

    ردحذف
    الردود
    1. يا باشا هو قال الضمير علي أهل الكتاب يعني هيؤمنوا به بعد ما يعرفوا الحقيقه في الغرغره يعني كل من سيموت من اهل الكتاب سيؤمن به قبل ان يموت هذا الشخص من اهل الكتاب

      حذف
    2. تقول : ( ن عبارة (وان من ) في اية
      (وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا)
      [سورة النساء 159](وان من) تعني الجميع بلا استثناء )...
      وهذا كلام غير صحيح لأن (وإن من) أبدا لا تعني الجميع بلا إستثناء ... لأن المعروف أن كلمة من تعني بعض ... والمعني أن هناك من سيؤمن من كل أهل الكتاب ... ولا يمكن ان يؤمن جميع أهل الكتاب بنص القرآن : ( وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ (103) )هذا في أمة محمد فما بالك في من حرفوا كتبهم ... ويقول الله أيضا : (وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ ) وهذا لأمة محمد لوشاء لهداهم اجمعين ولكن لم تتم هذة الإشائة لا في أمة محمد ولا في غيرها وهذة الآية تؤكد الآية السابقة ...فكون أن يؤمن كل أهل الكتاب فلا يمكن ذلك بنص الآيات ...

      حذف
    3. اذا كان المقصود ايمان كل اهل الكتاب به فما حال الذين ماتوا بالفترة المحصورة بين رفع السيد المسيح.ورجوعه مرة ثانبة كما تدعي

      حذف
  7. ولكن قبل هذا لابد من مدخل بسيط لفهم بعض المفاهيم التي بدونها ستكون الصورة مشوشه عند الكثير من الاخوه
    فتعريف المفاهيم يجعل الطريق مظيئا ً ومكشوفا ً لا لبس فيه :
     
     
    1- عبارة (وَإِن مِّنْ ) تعني الجميع (الكل دون استثناء) .. بمعنى اذا ارتبطت (من) بـ (إن) وعلى كامل مساحة النص القراني فهي تعني الكل والجميع وسنثبت ذلك بالدليل المبرهن قرآنيا ..
    مثال :
     
    ألسنا كلنا جميعا دون استثناء سنمر على الصراط وسنرد جهنم ثم ينجي الله المؤمنون ويسقط في جهنم الكافرون؟
     أليس هذا صحيحا ؟؟
     أليس هذا مصداق للايه العظيمة :
     
    (وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْماً مَّقْضِيّاً ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيّاً )
     
     
    فعبارة ( وَإِن مِّنكُمْ) في الاية السابقة تعني جمعيكم دون استثناء .. وهي ذاتها (وَإِن مِّنْ ) في آيتنا العظيمة بسورة النساء  موضوع البحث التي نثبت فيها النزول الثاني لعيسى ع.. يعني جميع اهل الكتاب يهودا ونصارى سيتخلون عن خرافة التثليث وستنتهي هذه المسألة نهائيا ً بنزوله الثاني .
    زززززز
    وهذه صيغ (وإن من إلا.... ) التي تعني الجميع والكل  وبلا استثناء :
     
    1- (وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ) ...... يعني كل شيئ عندنا خزائنه
    2- (َإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَـكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ) ......... يعني كل شيئ مخلوق يتحرك او جامد صخر اجرام سماوية او ارضيه ديناصور نملة بكتيريا او حديد أو تراب او  حيوان او نبات او انسان يسبح بحمده ..!
    3- (وَإِن مَّن قَرْيَةٍ إِلاَّ نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ) .... ........ .......يعني كل تجمع سيهلك رغما عنه وليس من المعقول ان تبقى قرية بعد يوم القيامة لاتهلك !!!
    4- (إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خلَا فِيهَا نَذِيرٌ)..... .. يعني كل أمة فيها نذير يدعوا لله تعالى مرسل من عند الله تعالى او رسول أرسل نفسه قرأ القران الكريم ويحاول ان يدعوا لله على قدر علمه .
    5- (وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْماً مَّقْضِيّاً ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيّاً ) .... يعني كلكم جميعا ستمرون على النار ثم ينجي الله الذين اتقوا..
    وأخيرا وليس آخرا ً آيتنا العظيمة :
    (وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً)....... يعني كل اهل الكتاب من اليهود والنصارى
     
    2- مصطلح (أهل الكتاب ) يعني اليهود والنصارى حصرا ً وهم اصحاب الرسالتين السابقتين قبل الاسلام وهذا المصطلح ليس له علاقة بالمسلمين ... ولكننا نشترك معهم بالتأكيد بمططلح أخر وهو  ( أهل الكتاب ) خصوصا أذا جائت بعده عبارة ( من قبلكم) ..... فعندما نقول (الذين شربوا الشاي من قبلكم طيبين ) يعني انتم ايضا ً شربتم الشاي .. |
     
    يقول تعالى:
    (الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلُّ لَّهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ)
     
     
    3- ( إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ ) اي الجميع دون استثناء سيؤمنون بعيسى فالهاء في (به) عائده على عيسى .. إذن جميع أهل الكتاب سيؤمنون بعيسى كونه ابن مريم ورسول الله وليس كونه ابن الله أو ثالث ثلاثة .

    ردحذف
  8. 4- ( يؤمنن ) جاء بالمضارع ليعكس تفاعل اهل الكتاب بطريقة يختارونه بأرادتهم وبكامل الحرية وبمحض الاختيار ..
    ولو جاء بصيغة الماضي لما أدى مراد الله تعالى ... فمثلا كلمة ( واردها ) في الايه :
    (وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْماً مَّقْضِيّاً ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيّاً )
    جاء اسم فاعل وبالماضي .. حيث يعكس جبرية المارين على الصراط وحتمية المسير وفقدان الحرية والارادة والاختيار
    ولو كانت هذه الكلمة(ليؤمنن) تعني حدثا قد حصل بالماضي مثلا لجائت الايه على شكل :
    ( وإن من اهل الكتاب إلا وهو مؤمن به قبل موته )
    إذن مجيئ كلمة (ليؤمنن) بصيغة المستقبل يعكس بلا ادنى شك مستقبلية الحدث بالنسبة لنزول القران الكريم
     
     
    5- ( قَبْلَ مَوْتِهِ) يعني قبل موت عيسى .. ضمير الهاء يعود على عيسى ايضا ً ..
    ونلاجظ بشكل واضح كلمة (موته) ولم يقل (وفاته) لأن الوفاة لاتقتضي حتمية الموت فالموت قطع الصلة بين النفس وجسدها الحامل لها بينما الوفاة تعني الاسترداد او استرجاع النفس وخروجها بشكل مؤقت او نهائي الى عالمها الذي اتت منه .. فعيسى الان متوفي وفاة المنام وليس وفاة الموت ..
     

    ردحذف
  9. تنويه
    إن هذه المساله  أي مسالة  ايمان كل اهل الكتاب يهود +نصارى كلهم بعيسى لم تحصل نهائيا ...
     فهي لم تحصل في النزول الاول قبل حادثة التصليب .. لأن كل الذي آمن بعيسى عندما كان يعيش بينهم هم الحواريون وهم إثنى عشر نقيبا .. كما إن اليهود وهم من اهل الكتاب لم يأمنوت بعيسى كما تقول آيتنا موضوع البحث ..
    بل هم الذين تآمروا عليه وعلقوه على الصليب وبتالي لم تحصل هذه المسالة  (يؤمن كل اهل الكتاب بعيسى)
    بل حتى بعد حادثة التصليب لم يؤمن احد من اهل الكتاب (يهود + نصارى ) بعيسى كونه رسول وابن مريم بل بقي الجميع والى الان يقولون بأن عيسى هو إله او ابن إله او ثالث ثلاثة .....لأن خرافة التثليث حدثت بعد حادثة التصليب وبعد رفع عيسى ..و بقيت مستمرة الى الان ...
    وهذا يعني ايضا إن مسألة إيمان كل اهل الكتاب بعيسى لم تتحقق الى الان ..
    وبتالي لابد من نزول ثاني لكي يؤمن كل اهل الكتاب بعيسى !!
    وبتالي ساحة هذه الايه زمانيا ومكانيا لم تتحقق الى الان ... فالواقع يصفعنا بكل قوه وينبهنا إن كل اهل الكتاب الان يؤمنون بخرافة التثليث كونه ثالث ثلاثة وإله ...وهم لايؤمنون بعيسى كرسول .. وعليه لابد من نزول ثاني لعيسى كي تتحقق ساحة هذه الايه ... وبتالي لابد من نزول ثاني لعيسى

    ردحذف
  10. 6- مفهوم الوفاة
     
    وفّى الشيئ  اخذه ...وأستوفاه أي استرجعه واسترده كله
    هو استرجاع النفس الى عالمها ويكون بطريقتين :
     
    الاولى :
    الوفاة بمعنى النوم…  
    استرجاعها بشكل مؤقت ويومي ودوري وهو مايحصل بالمنام
    (  اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى)
     
    يقول تعالى
    هو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم…
    هنا الوفاة تعني النوم ولا تعني الموت ياسادة
    الثانية :
     
    استرجاعها بشكل نهائي عند خروج النفس بشكل نهائي من الجسد وخروج سر الحياة من الجسد
    (وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً)

    ردحذف
  11. مفهوم الشهيد : 
     
    هو الذي يرى ويشهد الحدث بعينه هو ويسمعه بأذنه هو  ويدركه بعقله هو  .. والمنكرين يقولون إن ضمير الهاء في (موته) تعود على الكتابي وليس على عيسى ... قلنا لهم أن مقدماتكم الخاطئه تلك توصل الى نتائج خاطئة بل هزليه ... وسنثبت كيف :
    أذا افترضنا جدلا إن الكتابي حين يموت سيؤمن بعيسى كونه رسول وليس إله ... هذا التصور الخاطيئ سيطدم سريعا ويتهشم بكل قوة على جدار الايه العظيمه :
     
     ( و يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً)
     
     لأن هذه العبارة تقتضي حضور عيسى لكي يكون عليهم شهيدا يوم القيامه ...
    والسؤال الصعب جدا جدا جدا على المنكرين والذي لم يجرء احد الى الان على الجواب عليه :
    هو كيف سيشهد عيسى الميت (كما تقولون) على الكتابي (الميت) ؟؟؟؟
     كيف ؟؟
    كيف والشهيد لكي يكون شهيد ينبغي أن يكون حاضر ويسمع ويرى لكي يكون شاهد حق ... لأن بعكس ذلك وفي حال شهد عيسى على حدث لم يكن شهيد عليه  سيكون عيسى بهذه الحاله  شاهد زور لأنه شهد من غير ان يكون قد رأى الحدث ...؟
    وسيكون حاله اشبه بعادل امام في مسرحية  شاهد مشفش حاجه كما يقول اخوتنا المصريين !!
    ولكنني ساساعد المنكرين على الحل وسأجعلهم يختارون واحد من اربع:
    عيسى (الميت) كما تقولون سيكون شهيد على الكتابي الميت (كما تقولون) عن طريق الامور التاليه :
    1- بالبلوتوث
    2- بالواي فاي
    3- بالريمونت كنترول
    4- بالوسائط المتعدده 

    ردحذف
    الردود
    1. يا اخي معني الآية : ( و يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً ) هو تصديق للأية : ( وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب ( 116 ) ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد ( 117 ) ( إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم ( 118 ) كما أكد القرآن أن عيسي سوف يكون عليهم شهيدا فهذة هي الشهادة الموعودة ...والشهادة هنا معناها أن يشهد عيسي علي نفسه بتأدية الرسالة كما يجب ... ولكنه لم يشهد علي تحريفهم وإتخاذه وأمه إلاهين من دون الله .

      حذف
  12. توجد شهادتنان مثبتة لعيسى .. وشهاده واحده ينفيها عيسى
     
     
      ( وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ  مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ )
     
     
    الشهاده التي نفاها عيسى هي على الكتابيين الذين ماتوا بعد حادثة الصلب ... وقبل النزول الثاني الذي لم يكن عيسى شهيد عليهم ولم يكن يعيش بينهم ... فعيسى شهيد على الناس الذي كان يعيش بينهم قبل التصليب ... ثم رفع ولم يكن عليهم شهيد .... ثم نزل النزول الثاني وكان شهيد عليهم وهي دلالة الايه  ( وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً )
     
     
    يعني هناك شهادتنا مثبتتان لعيسى  وشهاده منفية واحده ... 
     
     
    فالشهادتنان المثبتتان هما :
     
     
    1- الشهاده المثبته الاولى:
     
     
     تمتد من مولد عيسى الى قبل التصليب لأنه كان حاضرا بينهم .. وهي المذكور بالايه :( مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَّا دُمْتُ فِيهِمْ)وهنا في هذه الفترة لم تكن خرافة التثليث قد ظهرت  ولم يقل احد بان عيسى هو ثالث ثلاثة او إله ولذلك فربنا لم يسأل عيسى  عن الناس الذين كانوا يعيشون مع عيسى بعصره ..بل سأله عن الناس الذين  ظهرت فيهم خرافة التثليث  اي بعدما رفع عيسى ...فخرافة التثليث بدأت بعد رفع عيسى وليس قبل الرفع  
     
     
    2- والشهادة المثبتة الثانية :
     
     
     هي مابعد النزول الثاني لأنه سيعيش بينهم ويراهم ويسمعهم وهي المذكور بالايه :( وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً )وفي هذه الفترة كل اهل الكتاب وجميعهم سيؤمنون بعيسى كونه ان مريم وليس ابن الله .. وسيؤمنون ان رسول الله 
     
     
    الشهاده المنفيه التي نفاها عيسى عن نفسه  :
     
     
    هي مابين حادثة التصليب وبين النزول الثاني وهي المذكور بالايه :(  فلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ )
     
     
    لأن عيسى لم يكن يعيش  بينهم .. لأنه كان مرفوع عليه السلام فكيف يكون شهيد وهو مرفوع اصلا ً ... ولذلك قال :( كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ )
     
     
    ولذلك فسؤال الله تعالى لعيسى هو على هولاء الكتابيين الذين ماتوا مابين الرفع والنزول الثاني ... حيث أخلى عيسى مسؤليته بأنه لم يقل ذلك البهتان  بكونه هو   وامه إلهين ... وانه لم يقل هذا اصلا .. لأنه ببساطة شديده لم يكن شهيد بينهم اصلا , اي لم يكن يعيش بينهم لأنه مرفوع ..

    ردحذف
    الردود
    1. الكلام ده هيكون يوم القيامه مش في الدنيا ولو قات ان المسيح سيكلم الله في العوده الثانيه فهذا يعني انك تعترف بالنبوه بعد محمد ص الكلام ده هيقوله عيسي يوم القيامه مش في العوده الثانيه

      حذف
  13. سؤال لمن كان له قلب  :
     
    يقول تعالى :
     
    (وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزاً حَكِيماً وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً)
     
    السؤال هو :
    لماذا جائت بداية الايه كلها بالافعال الماضية ... يعني تأريخ ...
    مثل :
    قتلنا..........       ماض.... وتاريخ
    قتلوه ........       ماضي.... وتاريخ
    صلبوه .....        ماضي ...وتأريخ
    اختلفوا.......      ماضي... وتأريخ
    وما قتلوه ........ ماضي ...وتأريخ
    رفعه .......       ماضي ..وتأريخ
     
    والسؤال الكبير :
     
    لماذا يقفز الخطاب بسرعة وفجأ تنقلب صيغة الخطاب من التأريخ الى المستقبل..؟؟؟؟
    ففي كلمة ( ليؤمنن) اللام لام القسم مع نون التوكيد الثقيلة  يفيد المستقبل حصرا ً ؟؟
     
    والسؤال الاكبر : 
    ألا تحمل صيغة القفز من التأريخ الى المستقبل إشارة إعجازية لغويه عظيمة للنزول الثاني لعيسى عليه السلام ؟؟
    خصوصا إن (يؤمنن) مضارع ..!!! 
    هل رأيتم كيف أن الصياغة اللغوية تحيط بالمنكرين من جانب وإن آيات الرحمن قويه متينه ولا يصارعها احد إلا وصرعته .

    ردحذف
    الردود
    1. الله يقول في الآية : ( وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا ) وهذة الأية تصدق نبوؤتها الآية التي ذكرت ( وما صلبوه وما قتلوه ) مما تؤكد أن المسيح مات ميتةَ فيها سلام ... فهو يقول والسلام علي يوم أموت ... أي مات بسلام فما قتلوه ولا صلبوه ولكن شبه لهم ... ورفعه الله إليه معني أرجعه إليه كما يرجع البشر كلهم بأرواحهم إلي الله ... وتواصل الآية السرد وتعرج علي ذكر أهل الكتاب قبل موت عيسي المذكور في أول الآية فيقسم الله ويؤكد أن من أهل الكتاب اليهود والنصاري من يؤمن برسالة عيسي قبل موته ... والصيغة ( ليؤمنن )بصيغة المضارع لأن الله يتكلم عن عيسي وهو حي ( قبل موته )بمعني أن في حياة عيسي ليؤمنن من أهل الكتاب ... وقبل موته هنا لا تشير إلي الموتة بعد الرجوع من صياغ الآية ... ولو أراد الله أن يذكر عودة عيسي لماذا لا يذكر ذلك صراحة في أية من آيات القرأن ... لماذا يبحث المؤيدون لرجعة عيسي كالفزورة لإستخلاص معني رجوع عيسي ؟...

      حذف
  14. مقال السيد المتعافي الطويل العريض تنقضه اية واحدة في كتاب الله العظيم وهي
    وان من اهل الكتاب الا ليومن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا

    ردحذف
  15.  
    المقدمات الخاطئة توصل الى نتائج خاطئه 
     
     لو افترضنا جدلا أن لا عودة لعيسى , طيب , للننطلق من هذه المقدمة الغير صحيحة ونسقطها على هذه الايه العظيمة التي نستدل بها نحن على حتمية النزول الثاني لعيسى وهي
     :( وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً   )
     
    1- عبارة (وإن من ) في القرآن تعني الجميع بلا استثناء بدليل ( وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ عِندَنَا خَزَائِنُهُ ) يعني كل شئ بلا استثناء . وبتالي :(وإن من أهل الكتاب ) تعني كل اهل الكتاب بلا استثناء , يعني كلهم سيؤمن بعيسى كونه رسول الله وليس ابن الله , يعني كلهم بلا استثناء سيتخلون عن خرافة التثليث , ولو أسقطنا هذه المقدمه  الغير صحيحة على واقعنا اليوم لرأينا عكس ذلك تماما فكل اهل الكتاب تقريبا يؤمنون بخرافة التثليث ! وهذا ينسف الرأي القائل بعدم عودة المسيح ,
     
     والمهم قبل هذا الدليل  العقلي والمنطقي إن مقدماتك الغير دقيقة تختلف مع القرآن ايضا فـ  لو قلنا إن ساحة هذه الاية  ( وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن ) كانت قبل 2000 سنة مثلا  فهذا يعني إن كل اهل الكتاب سيكونون قد آمنوا بعيسى في ذلك الوقت , يعني آمنوا به كونه نبي ورسول وهذا الرأي الغير صحيح سيجعل القرآن يتناقض بعضه  مع البعض الاخر  لأن الله تعالى يقول إن اهل الكتاب قد كفروا بعيسى قبل 2000 سنه , وصلو عيسى !!  ولم يؤمن به إلا ال 12 شخص وهم الحواريون , ثم كيف سيكونون قد آمنوا به وهم الذين صلبوه أصلا ً !! هل يؤمنون به ثم يصلبوه ؟؟؟؟؟
     
     ثم إن مصطلح أهل الكتاب أصلا لم يكن موجود قبل 2000 سنه لأن الذي كان موجود هو اليهود فقط وقد كفروا به ولم يكن موجود من النصارى سوى الـ 12 حواري !!! وخذ الدليل القرآني الذي يثبت إن اهل الكتاب قبل 2000 سنه كانوا كافرين بعيسى ولم يكونوا مؤمنين به كما تقول آيتنا التي نثبت بها حقيقة عودة المسيح (وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به )  :
     
    الدليل الاول :
     
    1-( إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ)
    ونلاحظ كلمة (الذين كفروا ) التي تثبت أنهم كفروا ولم يؤمنو كما تقول الاية التي تثبت النزول الثاني (وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن )
     
    2-( فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللّهِ آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ )
    ونلاحظ (احس منهم الكفر )في الايه فوق 
     
    3- (  َيا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ فَآَمَنَت طَّائِفَةٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ)
     
    ونلاحظ  عبارة (وكفرت طائفة ) يعني هناك طائفة كفرت في حين آيتنا التي نستدل بها على النزول الثاني تقول ( وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن ) يعني كلهم سيؤمنون دون استثناء ولم يكن الامر على شاكلة طوائف وتقسيمات مثلا ’ يعني لم يكن الامر على شكل طائفة تؤمن وطائفة تكفر! 
     
     
     وبتالي فهذا كله يثبت بما لا يجعل شك أن ساحة هذه الايه العظيمة وهي :
    (  وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً  )
     لم يأتي زمانها بعد ولم تتحقق حيثياتها زمانيا ومكانيا بعد وبتالي يتحتم نزولا ثانيا لعيسى  وعودة ثانيه لعيسى كي تتحقق ساحة هذه الايه زمانيا ومكانيا ً ولكي يؤمن كل أهل الكتاب يهود ونصارى بعيسى ويتخلوا عن خرافة التثليث !

    ردحذف
    الردود
    1. أزال المؤلف هذا التعليق.

      حذف
    2. فرقد المعماربحثك معتبر ورؤية جديدة وجيدة منك

      حذف
  16. للمزيد مقالي
    مفهوم أية (وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا)
    التي تثبت النزول الثاني لعيسى
    اظغط الرابط
    http://goo.gl/DFeXb

    ردحذف
    الردود
    1. قال تعالى: {وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً} النساء159، لو كان الضمير في "به" يعود على المسيح يكون معنى الآية: إنه ما من أحد من أهل الكتاب إلا وسيؤمن بالمسيح قبل موته، ولكن هل كان كافرا به؟ أم أن هذا يعني أنه قبل موتهم ستنكشف لهم حقيقته وأنه أنه لم يكن إلها، هذا تفسير محتمل، ولكنهم يريدون ليّ عنق الآية لتؤيد خرافة النزول، فهم يريدون من الآية أن تقول: "ما من أحد من أهل الكتاب إلا وسيؤمن بالمسيح قبل أن يموت بعد نزوله في آخر الزمان"، وقولهم هذا هو لغو، فالآية تنص على ما من أحد من أهل الكتاب إلا وسيؤمن بالمسيح قبل موته هو؛ أي أن كل أهل الكتاب بما فيهم من هم موجودون الآن مثلا سيؤمنون به، فلا علاقة لذلك بالنزول المزعوم، وقولهم يتعارض مع مروية النزول المقدسة عندهم، فالمروية تقول إنه لن يقبل منهم الجزية، بمعنى أنه سيبيد من لن يسلم منهم، فلن يكون هناك أحد من أهل الكتاب حيا ليؤمن به قبل موته (أي قبل موت المسيح)!!!!!! وبافتراض أن بعض أهل الكتاب قد أفلتوا من المجزرة، وها هم يرون المسيح أمامهم بعد أن أباد كل من هو على ملتهم، فما هو معنى الإيمان به؟ ما معنى أن تؤمن بأن الشخص الماثل أمامك والذي تراه بعيني رأسك موجود؟ الإيمان متعلقه الغيب، والحق هو أن الآية تقول: ما من أحد من أهل الكتاب إلا وسيؤمن بالقرءان أو بما ذكره القرءان عن المسيح قبل موته؛ أي قبل موت هذا الشخص من أهل الكتاب، ومن المعلوم أن الشخص المحتضر يُكشف عنه بعض الغطاء ويؤمن، ولكن بعد فوات الأوان، فما من أحد من أهل الكتاب الذين رفضوا الإيمان بالقرءان وما يذكره من الحقائق إلا وسيصدِّق به وبما جاء فيه من بيان فيما يتعلق بالأمور التي اختلفوا فيها قبل موته أي أثناء احتضاره وعزل نفسه عن تدبير جسده، وبالطبع لن ينفعه هذا الإيمان، وسيأتي القرءان عليهم شهيدا يوم القيامة أنهم رفضوا الإيمان به، ذلك لأن أهل الكتاب ملزمون قبل غيرهم بالإيمان به لأنهم أدرى به من غيرهم ولأنه حسم لهم كل الأمور التي اختلفوا فيها، فالقرءان شهيد لك أو عليك، ولقد قال الله تعالى فيهم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ آمِنُواْ بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَكُم مِّن قَبْلِ أَن نَّطْمِسَ وُجُوهاً فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللّهِ مَفْعُولاً }النساء47، كما قال: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُوْلَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ }البينة6، والمقصود بكفرهم إنكارهم رسالة خاتم النبيين؛ أي القرءان، فالآية باختصار تعني أن كل أهل الكتاب من اليهود والنصارى سيؤمن به قبل موته؛ أي إنه ما من أحد من اليهود والنصارى إلا ليؤمنن قبل موته بالمسيح كما أخبر عنه القرءان، أي بأنه عبد الله ورسوله وبأنهم مَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ ، فكيف تحقق ذلك في الماضي أو سيتحقق الآن أو في المستقبل؟ فتفسيرهم يتضمن قذف الخبر بالكذب! ولا يوجد أي شيء في السياق يدل على أن ذلك خاص بأحداث الساعة! بل الكلام كان عن أحداث ماضية، وسبب ذكر أن كل أهل الكتاب سيعرفون حقيقة المسيح قبل الموت حيث لا ينفع الإيمان هو أنه كان محور حديثهم واختلافهم فيما بينهم، وطبقا للقرءان فاليهود والنصارى باقون إلى يوم القيامة، فلا معنى لزعمهم بأنهم سيؤمنون بالمسيح بعد نزوله، ولو اختفوا تماما بنزوله فكيف سيوجدون من بعده؟! من الواضح والجليّ تماما أن الآية لا يمكن اعتبارها نصًا قطعي الدلالة على نزول المسيح، والعقائد لا تؤخذ من شبهات الناس وتأويلاتهم.

      حذف
  17. كلامك صحيح 100%
    وقد عارضنى المهندس عدنان الرفاعى الذى يؤمن بعودة المسيح
    وقد حاججته ولم يقتنع

    ردحذف
  18. وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد

    ردحذف
    الردود
    1. المخلد لايموت ابدا وعيسى عليه السلام سيموت بعد نزوله في اخر الزمان ، فليس هناك تعارض مع الاية الكريمة/قال تعالى : وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ ۖ أَفَإِن مِّتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ (34) كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۗ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً ۖ وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ (35)

      حذف
  19. قوله تعالى : ( إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ
    نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ
    الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً) ( المائدة : 110)
    وهذا دليل آخر على نزول عيسى عليه السلام فلقد كلم الناس في المهد والي الان لم يكلم الناس وهو كهلا كما ورد في الاية الكريمة ,
    فلقد رفع عليه السلام قبل ان يصل الي مرحلة الكهولة ,
    كما ان تكليم الناس في المهد يعد معجزة ايضا تكليم الناس بعد ان ظنوا انه قد مات يعد معجزة اخرى ,
    وايضا عيسى عليه السلام عندما رفع بجسده الي السماء
    قال تعالى ( إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة ثم إلي مرجعكم فأحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون ( 55 ) )

    دليل ان هناك مهمة لم ينجزها بعد والا لكان دفنه اولى كما حصل مع جميع الانبياء والرسل

    ردحذف
    الردود
    1. الكهولة حسب المعاجم اللغوية معناها أن يصل لسن الثلاثين وحتي الخمسين، فليس بغريب أن الله قد رفع المسيح بعد أن تعدي الثلاثين فلا حجة هنا إطلاقا لفكرة نزوله لاحقا

      حذف
  20. بعض المجتهدين الجدد يتولون الترويج لتأليه المسيح، وهذا هو دورهم الرئيس المنوط بهم، وقد تبعهم كالعادة بعض الأنعام، وهم يروجون كأبواق جوفاء كل ما يقول به هؤلاء، وهم بذلك قد كفروا بما يقرره القرءان في آيات محكمة، ومن الخير لهم أن يتوبوا، قال تعالى:
    {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُون} [آل عمران:59]، {مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلاَنِ الطَّعَامَ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُون}[المائدة:75]،{لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَآلُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير}[المائدة:17]، {لَّن يَسْتَنكِفَ الْمَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبْداً لِّلّهِ وَلاَ الْمَلآئِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَن يَسْتَنكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيهِ جَمِيعًا}[النساء:172]
    المسيح عليه السلام هو في الإسلام نبي من أكابر الأنبياء، وكان مرسلا إلى بني إسرائيل فقط من دون الناس، قال تعالى:
    {وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ (48) وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (49) وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُمْ بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (50) إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (51)} آل عمران، {وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِين} [الصف:6]، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ فَآَمَنَت طَّائِفَةٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِين}[الصف:14]
    فالمسيح هو خاتم أنبياء بني إسرائيل، ولقد نبأهم بأن الرسالة من بعده لن تكون فيهم.
    هذه هي العقيدة الإسلامية في السيد المسيح، فمن يتجاوزها ويغلو في شأن المسيح هو ضالّ وسيتحمل وزر من أضلهم.

    ردحذف
  21. عيسى عليه السلام عند نزوله يرد ردا قاطعا على تأليهه، ولايقبل من احد سوى الاسلام

    ردحذف
    الردود
    1. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم الساعة حتى ينزل فيكم ابن مريم حكما مقسطا فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويفيض المال حتى لا يقبله أحد

      حذف
  22. اريد ان تجيب ولا تراوغ ، ماهو الغريب بان يكلمك شخص وصل الي مرحلة الكهولة

    ردحذف
  23. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  24. اهلا بالجميع ناقشكم مثري ويا حبذا ان نبتعد عن التعصب ونععطي الفهم حقه

    اذا شاء الله ان ينزل عيسى في اول الزمان او اخره فليس ذلك عليه بعزيز
    له نواميس الكون وبه يتم كل شيء

    نزول عيسى لا دليل قطعي فيه سوى تفسير وتأويل بعض الايات من القرآن الكريم
    وبعض اقوال الرسول عليه الصلاة والسلام
    ولكن دعونا نأخذ الامر بشىء من تحكيم العقل البشري القاصر
    هل نزول عيسى له فائده للخليقة ؟
    هل عودته للارض ليمارس النبوة والرسالة محكوم بزمان ومناسبة محددة ؟
    يعني لماذا لا يكون النزول الان مثلا ما يمنع من ذلك ؟؟

    هل ذكرت في القرآن او السنة مناسبة محددة ينزل فيها عيسى عليه السلام ؟

    هل تعتقدون معي بوجود اجابات لهكذا اسئله ربما تأتينا من غير المسلمين ؟
    لله تعالى حكم في خلقه وفي تصريف كونه فهو القيوم لا ندرك ما يريد وما في نفسه كما قال المسيح عليه السلام لذلك يبقى الامر غيبي لا طائل من الخوض في جدال فيه سوى ان تؤمن ان الله قادر ان ينزل المسيح او انه اماته او توفاه
    نعم انا معكم بضرورة التمسك بالعقيدة وتفسير القرآن الكريم

    ردحذف
  25. اهلا بالجميع ناقشكم مثري ويا حبذا ان نبتعد عن التعصب ونععطي الفهم حقه

    اذا شاء الله ان ينزل عيسى في اول الزمان او اخره فليس ذلك عليه بعزيز
    له نواميس الكون وبه يتم كل شيء

    نزول عيسى لا دليل قطعي فيه سوى تفسير وتأويل بعض الايات من القرآن الكريم
    وبعض اقوال الرسول عليه الصلاة والسلام
    ولكن دعونا نأخذ الامر بشىء من تحكيم العقل البشري القاصر
    هل نزول عيسى له فائده للخليقة ؟
    هل عودته للارض ليمارس النبوة والرسالة محكوم بزمان ومناسبة محددة ؟
    يعني لماذا لا يكون النزول الان مثلا ما يمنع من ذلك ؟؟

    هل ذكرت في القرآن او السنة مناسبة محددة ينزل فيها عيسى عليه السلام ؟

    هل تعتقدون معي بوجود اجابات لهكذا اسئله ربما تأتينا من غير المسلمين ؟
    لله تعالى حكم في خلقه وفي تصريف كونه فهو القيوم لا ندرك ما يريد وما في نفسه كما قال المسيح عليه السلام لذلك يبقى الامر غيبي لا طائل من الخوض في جدال فيه سوى ان تؤمن ان الله قادر ان ينزل المسيح او انه اماته او توفاه
    نعم انا معكم بضرورة التمسك بالعقيدة وتفسير القرآن الكريم

    ردحذف
  26. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  27. الشكرللجميع
    مقتنع برؤية المتعافى مع تقديرى واحترامى للجميع

    ردحذف
  28. المشكلة في رجال الحديث انهم اهتموا بالسند ولم يهتموا بالمتن

    ردحذف
  29. يوم جيد شعبي في المملكة العربية السعودية

    شهادة على كيف حصلت على قرض لشراء منزل من شركة حقيقية وديعة حقيقية دعا شركة القرض ألباكر. أنا سعيد جدا اليوم و الله صلى الله خوسيه لويس قرض الشركة.
    ،
    اسمي عبد الله أنا من مدينة الرياض لقد تم البحث عن شركة قرض حقيقية على مدى 5 أشهر، لشراء منزل
    كل ما حصلت عليه كان حفنة من الحيل الذي جعلني أن أثق بهم وفي النهاية
    من اليوم، أخذوا أموالي دون إعطاء أي شيء في المقابل، كل شيء
    فقدت أملي، وحصلت على الخلط والإحباط، وأنا لم أكن أريد أن يكون أي علاقة مع شركات القروض على شبكة الإنترنت، لذلك ذهبت إلى اقتراض بعض المال من
    صديق، قلت لها كل ما حدث وقالت انها يمكن أن تساعدني، ذلك
    أنها تعرف شركة القرض التي يمكن أن تساعدني مع أي مبلغ من القروض
    التي يحتاجها لي مع معدل فائدة منخفض جدا من 2٪، أنها حصلت للتو
    قرض من لهم، وقالت انها وجهت لي على كيفية التقدم بطلب للحصول على القرض، فعلت
    تماما كما قالت لي، وأنا تقدمت معهم على البريد الإلكتروني: (albakerloanfirm@gmail.com) لم أكن أعتقد ولكن حاولت وأنا
    أعظم مفاجأة حصلت على القرض في غضون 24 ساعة، لم أستطع أن أصدق،
    أنا سعيد وغني مرة أخرى وأنا أشكر الله أن هذا القرض
    شركات مثل هذا لا تزال موجودة على هذه الحيل في جميع أنحاء الأماكن،
    يرجى أنصح الجميع هناك الذين هم في حاجة إلى قرض للذهاب
    (albakerloanfirm@gmail.com) أنها لن تفشل لك، و
    يجب أن تتغير حياتك كما فعلت الألغام. الاتصال بسرعة (albakerloanfirm@gmail.com) اليوم والحصول على القرض الخاص بك منهم، بارك الله شركة ألباكر قرض للحصول على عرض قرض حقيقي.
     تأكد من الاتصال شركة ألبكر قرض للحصول على القرض الخاص بك لأنني حصلت على قرض بلدي بنجاح من هذه الشركة دون إجهاد.

    ردحذف